lundi 17 février 2025

 

مقام الكرد

أنعام كه جه جي 

فعلتها مها حسن. كتبت، حسب علمي، أول رواية عربية تفاعلية. والمقصود نص لا يعتمد على ما هو مكتوب على الورق فحسب، بل يحيل القارئ إلى روابط مدرجة في الهوامش ويدعوه لسماع هذه الأغنية أو تلك الموسيقى المذكورة في الرواية. تأخذ هاتفك الذكي وتمسح الرابط فيطلع لك، مثل جنّي، التسجيل الصوتي المقصود.

ومها حسن روائية سورية مقيمة في فرنسا. كردية القومية عربية اللغة. ثنائية جميلة في حال أتقن المرء اللغتين. لكن حال الكاتبة مثل واقع بطلة روايتها، لم تتعلم لغة أجدادها. وإذا كنا نعرف مها التي تكتب بدأب وقد جعلت من الكتابة إكسير حياتها، فمن هي بطلة الرواية؟ أهي فالنتينا التي تتكلم الفرنسية وتعجز عن نطق كلمة بالكردية، أم فرانسواز أم تالين أم خزامى أم دلشان؟

يمكن للاغتراب اللغوي أن يكون بطل «مقام الكرد»، الرواية الصادرة حديثاً عن منشورات المتوسط. حالة نلمسها حولنا وتمسّ الملايين من أبناء الأوطان الطاردة. يضيع المهاجر وابن المهاجر بين اللغات والثقافات وهو يجتهد لأن يستكين إلى لغة البيت. يلجأ إليها ويتدفأ بها ويستعين على منفاه. يجد في أغانيها سلامه الروحي. ليس من العبث أن يضع المهاجر أشرطة الكاسيت في الحقيبة.

في «مقام الكرد» تفاصيل عن سوريا التي نعرف ولا نعرف. تبعث فالنتينا، الطالبة المتفوقة، رسالة إلى بشار الأسد تشكو فيها حرمانها من البعثة العلمية لأنها ابنة معتقل. «سيدي الرئيس أنا مواطنة لا علاقة لها بالسياسة. كنت في السادسة حين أفقت على أصوات رجال يقتحمون دارنا في القرية ويركلون أبي النائم وهم يصيحون ويشتمون. تبولت من الرعب سيدي الرئيس.»

تلجأ مها حسن إلى الصوت لاستعادة صلتها بلغة أمها. تقدم لنا رشوة لطيفة: «هناك جينات موسيقية في الذاكرة الفردية لكلّ منا». نقرأ في المدخل: «بينما أسمع الأغاني الكردية كنت أكتب هذه الرواية باللغة العربية. ساعدتني الموسيقى الكردية على كتابتها. فهي التي خلقت لديّ الفكرة الأولى ثم أكملت معي مسيرة السرد. كأن الموسيقى من تكتب.»

أعرف روائيين كثراً يصغون إلى أسطوانة كلاسيكية أثناء الكتابة. الجديد هنا هو دعوة القارئ إلى أن يكون شريكاً في الاستماع. أن يدخل في مزاج السرد عيناً وأذناً. تنشر مها حسن جدولاً بالأغاني الواردة في الرواية مع وصلاتها على النت. تحلم الكاتبة، في حال تحول النص إلى رواية مسموعة، بأن يرافق الحكاية المروية تسجيل للأغاني. سيتضافر السرد مع الغناء.

تحلم أيضاً، وأحلم معها، بالرواية الإلكترونية. أن يفتح القارئ النص المكتوب فيجد مقاطع مصورة وأخرى مسموعة. وبالعودة إلى «مقام الكرد» نكون مع شخصيات تداوي بالموسيقى انفصامها اللغوي. بل إن الكاتبة مغتربة مرتين، عن لغة القرية ولغة المهجر. وهي مثل بطلتها فالنتينا، تطارد صوتاً صدح في ماضيها. تلتقط المقام وتسحب خيوط الذكرى. نقرأ على الغلاف الأخير: يعيش الكرد بالموسيقى وبالحب.

 

mercredi 12 février 2025

 

الوجه الآخر للكوردي.. وجه لا يعرفه أحد!

الوجه الآخر للكوردي.. وجه لا يعرفه أحد!

بقلم: مها حسن 

تقول صديقتي الإسبانية المقيمة في أربيل : لقد تجولت لسنوات طويلة في العالم العربي وبلاد الشرق، الأردن، مصر، المغرب، لبنان.. لكنني أشعر أن المواطن الكوردي هنا لديه شيء مختلف، إلا أنني لا أعرف كيف أعبّر عن هذا الاختلاف..

من الطبيعي ألا تفهم صديقتي الأوربية بسهولة خصوصية الكورد، فأنا أيضاً، المرأة التي وُلدت بينهم، أشعر أنني أحتاج إلى كثير من الكتابة، للتعبير عن هذا العالم المختلف، الذي نحيا فيه، ولا نعرف كيف نصفه، هذا الكوردي الفريد الذي لم تنصفه بعد الكتابة الإبداعية ولا السينما ولا السياسة..

يقول صديقي العربي المهاجر إلى أربيل : أقارن بين مجتمعي العربي والمجتمع الكوردي هنا، فأحسّ بطبيعة الكورد الخاصة، إنهم طيبون إلى درجة غير مألوفة بالنسبة لي، إنهم لا يملكون أية بذور للعنف..

صديقي العربي السوري الذي زار أربيل من فرنسا، حدثني مندهشاً عن هذه المدينة، وهو يحاول تعريفها، فيقول بطريقة فطرية: أهل أربيل يشبهون أهلنا الريفيين هناك في سورية...

أما أنا، فطالما كررت أمام الأصدقاء، وأمام الإعلام : أستعيد نفسي في أربيل، أتعرف على هويتي في هولير.

من المدهش حقاً، أن أتعرف على ذاتي الغامضة بالنسبة لي، عبر الحياة في أربيل، لأقوم بتجميع عناصري المشتتة هنا وهناك، وأضمّها كحبات المسبحة، لأتعرف على هويتي الواسعة الكبيرة، وأنا أحلل انتماءاتي وأصولي..

أحلم منذ سنوات طويلة، بالكتابة عن هذه المنطقة بطريقة الأنثربولوجيا، بالطريقة التي عمل فيها ليفي شتراوس في كتابه العظيم " المداران الحزينان"، وأنا أشعر بشغف غريب كأنني سأكتشف لغزاً مجهولاً حين سأكتب عن تفاصيل الناس في إقليم كوردستان..

أشعر بالمسؤولية صوب خصوصية هذا الشعب، ليس فقط لأنني كوردية، بل لأنني كاتبة، منحتني الحياة الحظ الجيد لأعيش عشرين عاماً في فرنسا، ثم أعود محملة بعقلي النقدي الممزوج بروحانية الشرق التي لا تزال تسكنني، فأشكل عجينة ممتعة أفردها أمام العالم، عبر الكتابة عن هذا الجزء الطيب والنبيل والفريد من العالم، عن الناس في كوردستان.

قد يبدو كلامي مبالغاً فيه، وهذا من حق أي شخص أن يشعر به، وسوف يشعر به الأشخاص الذين ينتمون لفئتين : الكورد الذين اعتادوا هذه الصور ونمط العيش بطريقة لا تدهشهم، والكورد أو العرب الذي لم يأتوا إلى هنا، ورأوا ما رأيته، لذلك سأستخدم عبارة جلجامش الشهيرة : أنا الذي رأيت كل شيء.

وللتحدث عن كل شيء، أحتاج إلى وقت طويل، أتفرغ فيه لكتابي عن كوردستان التي تلهمني الحياة فيها، كأن جني الإبداع/ أو الجنية، ينتظرونني هنا، وأتساءل في هذه اللحظة عم إذا كانت هذه الجنية، أو القرينة كما كتبت في روايتي " قريناتي"، تنتظرني هنا لأكتب ما لم أكتب حتى اليوم؟

لهذا، ولأنني أرغب فقط في التحدث عن جزء مما عايشته هنا، سوف أكتب الآن فقط عن بارزان، هذه المنطقة التي قلبت روحي، وجعلتني أشعر كأنني أكتشف كوكباً خاصاً يراه الجميع، ولا ينتبهون إليه، وكما اكتشف كولومبس أمريكا، أكتشف أنا اليوم، منطقة بارزان بحمولتها الروحانية النادرة، الموحية، الحنونة إلى درجة تمنحك الإحساس الكامل بالسلام ..

في بارزان، التي زرتها ليوم واحد، والتي أحتاج للعودة إليها، رأيت كل هذا السحر والجمال:

*خلان

في الطريق إلى بارزان، توقفت السيارة في مدينة خلان، وبعيداً عن صعوبة وصف الجمال المرتبط بالحرية، حيث أشعر أنني في مكان، لا هو شرقي يشبه البلاد التي زرتها من قبل، ولا غربي يشبه بلاد الغرب التي أعيش فيها منذ عشرين عاماً..

أدخل برفقة أصدقائي الذين معي إلى ما يشبه مقهى في الفضاء المفتوح، رجال ونساء يحتسون القهوة والشاي المغليين على الحطب.. لا أحد ينظر إلى أحد بفضول أو يخترق مساحته الشخصية، نساء بملابس متنوعة، بدءاً من التي شيرت وبنطال جينز، حتى الفستان الكوردي المزركش والملون...

كل هذا التنوع والراحة والانسجام، لا نراه عادة في الشرق الصارم، أو الغرب البارد.

في الطريق إلى بارزان، بعد استراحة القهوة في خلان، كدت أشهق من الدهشة، وأنا أرى فتيات شابات ترفعن سلال التوت فوق رؤوسهن، بملابسهن الكوردية التقليدية، ليذكرنني بتماثيل آلهات الخصوبة في وادي الرافدين... بنات يبعن التوت بطريقة شاعرية، كأنهن يمنحن السلام والمحبة ويشرحن للعالم مفهوم الكرم والعطاء.

*مزار الخالدين

وصلنا بارزان،  ووجهتنا الأولى كانت المزار : مزار الخالدين، ملا مصطفى البارزاني وإدريس البارزاني، رافقنا في جولتنا أحد المشايخ المشرفين على المزار، ليشرح لنا تفاصيل المزار وما يحيط به.

لم أشاهد أية مظاهر احتفائية استعراضية، وأنا أقرأ الفاتحة قرب سور المزار، حيث القبور تشير إلى التواضع والروحانية العميقة.

تجولت في المتحف دون شك، وحضرت فيلماً وثائقياً عن بارزان وعن نضالات البارزايين، وعن مفاهيم الطبيعة هنا، وحماية الحيوانات وتقدير المرأة. تفاصيل أمتلئ فيها بالنشوة لأنني حظيت بهذه الزيارة، وبالحسرة في نفس الوقت، لأن هذا الجمال غير متاح للعالم بأسره... حيث هنا دروس المحبة والعطاء والسلام، التي يحتاجها العالم الغارق حتى أذنيه في الاقتتال والعنف والحرب..

تكية بارزان التي غسلت روحي

في تكية بارزان، غُسلت روحي!

يجري الماء برفق داخل التكية.. روح صانعي المكان تجول هنا. يغمر السلام كل من يدخل المكان، فيشعر بأمان كامل..

لا خلاف حول الأديان، لا قتل للحيوانات، لا عنف، لا كراهية..

تجري الحياة هنا كأنها في كوكب آخر. البشر هنا لا يشبهوننا، إنهم ملائكة دون مبالغة.

بعيداً عن العنف الذي نحياه في كل لحظة، هنا في وسائل التواصل، في الإعلام، في البيوت، في العلاقات، في الصداقات أحياناً، الناس في بارزان ينعمون بحياة لا تشبه حياتنا.

أنحني أمام هذه التكية التي يجري فيها النبع بتواضع، وتحيطها أشجار التين والرمان والتوت، وتعربش فيها أوراق الدالية منتشرة بكرم غير محدود.

في بارزان، زرت متحف الأنفال، وقابلت أحيا الذي قررت أن أعود مرة أخرى من أجله، لأتحدث إليه مطولاً، لأنني لمست بيدي ورأيت بعيني ما لم أره من قبل وأختبره بهذا القرب : هذا الدرس في التسامح والحب والسلام..

سأكتب عن أحيا الذي قابلته في متحف الأنفال، وأنحني مجدداً لكل هذا الكرم والسمو الروحي لأهل بارزان، المتمسكين بالفطرة، بالنقاء، بالتسامح، بالعطاء دون انتظار مقابل أو تقييم.

في بارزان، ثمة وجه للكوردي لا يعرفه العالم، الوجه الحنون، المسالم، المحب للحياة، رافض الكراهية والعنف والانتقام..

هناك، في بارزان، كما كتب نيكوس كازانتزاكي تقريره إلى غريكو، سأعود لأكتب عن الاغتسال الروحي الذي نحتاجه أكثر من قبل، في زمن الصراع وتلوث القلوب والأرواح...

كل ذلك الماء والشجر والفاكهة والحيوانات، وعلى الأخص روح البشر، الأحياء والراحلين، تغسل الروح، وتعيدنا أطفالاً يولدون من جديد، وهي تجربة نفسية وروحية، أتمنى أن يحظى بها كل من يستطيع الذهاب إلى بارزان المحاطة بالجبال والمليئة بغابات البلوط والتي يجري فيها نهري الزاب الكبير والصغير، وحيث أشجار الجوز والرمان والتين والتوت.

dimanche 4 août 2024

مقام الكُرد... معزوفة الهويات المتشظية

 

مقام الكُرد... معزوفة الهويات المتشظية

 

محمد سعيد أحجيوج

    

على غرار الموسيقى الكوردية التي يهيمن عليها مقام البيات الجامع بين الشجن والفرح، يأتي الفصل الأول من رواية مها حسن الأخيرة «مقام الكورد» محمولاً على مقام الشوق والحب، كما العتب، مانحاً القارئ أحاسيس مختلطة من الانتظار واللهفة.

«يعيش الكورد بالموسيقى والحب»، هكذا تقول الرواية، بتعبير كاتبتها، التي أرادت منح روايتها بعض التفاعلية، فزرعت في ثناياها إشارات إلى أغاني كوردية توصي القارئ بها، بل تحثه على الاستماع إليها خلال القراءة، كما كانت الكاتبة نفسها تستمع إليها خلال كتابة الرواية. لكني، شخصياً، أرى أن الكتابة فعل مقدس في عزلة الصمت، أرى القراءة كذلك هي الأخرى فعلاً توحدياً لا يقاطعه نشاط آخر، ولو كان مقدساً هو أيضاً؛ مثل سماع الموسيقى.

متشظية هي الرواية، ومعقدة متراكبة كما هي طبقات هوية الفرد الكوردي. لكنك حين تسلم نفسك للرواية وتنفتح على الهوية الكوردية، تدخل عالماً بديعاً، أتقنت الكاتبة بناءه في الرواية، وثقافة مدهشة لا نكاد نحن العرب نعرف عنها شيئا.

تعرض الرواية لصراع الهويات الذي يعانيه الفرد الكوردي، بداية من سلسلة الأحلام الكابوسية التي وجدت ڤالنتينا نفسها داخلها كل ليلة؛ جو كافكاوي عن قرار بيروقراطي تفرضه فرنسا بشأن أوراق الإقامة بناء على اللغة الأم، وليس مدة الإقامة. وهكذا تجد ڤالنتينا، الفرنسية بالتجنس، نفسها أمام خطر الرمي في حفرة من لا هوية له لتعذر فرزها مع أي مجموعة محددة.

هي لا تعرف اللغة الكوردية؛ ولذلك يرفض الكورد انتسابها إليهم. والعرب يرفضون ضمها إلى الثقافة العربية، ولو أنها تتقن العربية، وأما الفرنسيون فينظرون دوما بعين الريبة إلى لكنتها وبتوجس إلى برودتها (حياديتها) تجاه ثقافتهم.

شخصيات الرواية متعددة وتتقاطع مصائرها، ويمكن النظر إلى بعضها على أنها أجزاء من فرد واحد، كل منها يمثل جانباً معيناً من الشخصية.

 

الحقيقة أن الكاتب، مهما حاول الهرب، سواء بوعي أو بدونه، سيترك جزءاً من نفسه على الورق. يمكنني القول إن مها حسن جزأت هويتها، ووزعت الأجزاء على شخصيات روايتها، الذين إذا جمعناهم معا نحصل على فرد متكامل هو الكاتبة نفسها. لذلك يمكنني القول إن دلشان وڤالنتينا، المولودتين في اليوم نفسه، واللتين ستحبان الرجل نفسه، هما وجهان، أو بالأحرى جزءان من شخصية واحدة متعددة المستويات.

تختار دلشان الموت احتفاء بالخيال وبالكتابة. كتبت مها حسن روايتها احتفاء بالكوردي، وربما اعتذاراً عن الهوية الكوردية التي اضطرت للتخلي عنها. كتبت دلشان في رسالة انتحارها: «سامحني، يا جوان، ربما أحببت الكتابة أكثر منك.. اغفر لي... ».

أما ڤالنتينا فقد أجبرت على نسيان الكوردية عندما أخذها عمها، وهي في السابعة من عمرها، للعيش معه، من القرية في حلب إلى دمشق، بعد اعتقال والدها الناشط السياسي الكوردي، ثم انتحار والدتها بعد شهرين. العم، مدفوعاً بفكرة أنه لا يستطيع أن يكون بطلاً مثل أخيه، قبل بالانصهار في حزب البعث والثقافة العربية دفاعاً عن نفسه (ثم عن ابنة أخيه). الطفلة لم تكن تعرف شيئاً من العربية آنذاك وهي مقبلة على عالم جديد غريب تماماً، مخيف وموحش. ثم، بعد سنوات، ستجد نفسها في فرنسا، في عالم آخر غريب، وإن كانت تعرف لغة أهله، وحيدة متقوقعة على نفسها.

بين الفصلين، العمودين الحاملين لبناء الرواية، ننتقل إلى أربيل مع حكاية نالين المرسومة على مقام الكورد الذي «تقشعر له الأبدان في كل زمان ومكان». ونذهب في رحلة إلى عالم الأسلاف وبحوث نالين حول الموسيقى الكوردية وأطروحتها عن العلاقة بين الموسيقى والجينات، وكيف تؤثر الموسيقى على اللاشعور الجمعي.

الكورد، تقول الرواية، لديهم ذاكرة جمعية مرتبطة بالموسيقى. فصيلة دم موسيقية أو جين وراثي يربط الكورد. وقد جاءت الرواية على مقام الكورد، لتتواصل الكاتبة بها، ومن خلالها، مع أسلافها، ومع هويتها. في رسالة تجمع بين الاحتفاء بالهوية التي تشكل ماضي الكاتبة، والاعتذار عن اضطرارها مكرهة الابتعاد عن تلك الهوية، كما ڤالنتينا التي أخذها عمها مكرهة من قريتها الكوردية إلى العاصمة السورية حيث صارت العربية لغتها الوحيدة، ثم بعد ذلك إلى فرنسا حيث صارت الفرنسية لغتها اليومية.

أبدعت مها حسن، الكوردية، بالعربية رواية حزينة، مثيرة للشجن، تسلط الضوء على الكورد والهوية الكوردية المتشظية، فجاءت الرواية كما مقام الكورد: تقشعر لها الأبدان لما تثيره من شجن وعاطفة.

 

samedi 8 juin 2024

‘Maqam Kurd’: A Counterpoint of Fragmented Identities

 

Much like Kurdish music, which is dominated by the Bayat maqam—a blend of sorrow and joy—the first chapter of Maha Hassan’s latest novel, Maqam Kurd, is infused with longing, love, and a touch of reproach for the unjust world.

 

Kurds live through music and love, the novel declares, echoing the voice of its author. Here, Maha Hassan works to create an interactive experience by embedding references to Kurdish songs, encouraging us to listen to them as we read, just as she listened while writing. Personally, I regard both writing and reading as sacred acts best performed in the solitude of silence, undisturbed by any other activity, even if—like listening to music—it is equally sacred. While I later listened to three of the songs, the auditory element wasn’t strictly necessary, although I understood Maha’s desires and aims in adding it.

The novel is fragmented and complex, layered like the identity of a Kurd. Yet, when you surrender yourself to it and open up to the Kurdish identity, you enter a beautifully crafted world, rich with a culture that we Arabs scarcely know.

The novel delves into the identity conflicts of Kurds, and it begins with the protagonist Valentina’s nightmare-like dreams, which reflect the Kafkaesque bureaucratic decisions in France that base residency papers on one’s mother tongue rather than length of stay. Valentina, a naturalized French citizen, finds herself at risk of statelessness due to her unclassifiable identity. She does not speak Kurdish, so the Kurds reject her. The Arabs do not accept her either, despite her fluency in Arabic, while the French eye her with suspicion due to her accent and detachment from their culture.

The novel’s characters are numerous, and their fates intersect, such that they seem to represent parts of a single individual. In this, it seems Maha Hassan herself has fragmented her identity, distributing pieces of herself among her characters, who, when united, form a complete individual—the author. Both Valentina and the character who is her shadow, Delshan, were born on the same day and love the same man; they appear like two faces of a single, multifaceted identity.

It seems both that Maha Hassan wrote her novel in celebration of the Kurdish identity and as an apology for being forced to abandon it. In her suicide note, Delshan—who lives in a fictional world, separated from reality—writes: “Forgive me, Jowan, perhaps I loved writing more than you. Forgive me.” She lived separated from her Kurdish identity, adopting a French identity due to the shock of losing her adoptive mother, Clemence, the wife of the French ambassador to Iraq, who aborted her daughter on the same day that Valentina, Jowan, and Delshan were born.

Valentina, on the other hand, was forced to forget Kurdish when her uncle took her at the age of seven from their village in Aleppo to live with him in Damascus, after her Kurdish activist father was arrested and her mother committed suicide two months later. Her uncle, unable to be a hero like his brother, assimilated into the Ba’ath Party and Arab culture to protect himself and his niece. The child, knowing no Arabic, entered a strange, frightening world. Years later, she found herself in France, in yet another alien world. Even though she knew its language, she felt alone and withdrawn.

Between chapters One and Two, set in the two pillars of the novel—Aleppo and Paris—we journey to Erbil with Nalin’s story, set to the Maqam Kurd that “makes the body shiver, in all times and places.” We explore the world of ancestors and Nalin’s research on Kurdish music, her thesis on the relationship between music and genetics, and how it influences the collective unconscious.

The novel suggests that Kurds have a collective memory tied to music—a genetic trait that connects those who might otherwise be alienated from the Kurdish community. Through the titular “Maqam Kurd,” the author connects with ancestors and identity, celebrating and lamenting the forced distance from it, much as Valentina does. Finally, as opposed to the real world, where happy endings are very rare, Maha gives the novel a happy ending and embraces the power of music, Kurdish music, to connect destinies. It gives Valentina a chance to reconcile with herself and her identity and restores Jowan’s ability to love again.​

Maha Hassan has created a poignant Kurdish novel in Arabic that shines a light on the fragmented Kurdish identity, evoking deep emotion, much like the Maqam Kurd itself.

Mohammed Said Hjiouij, a writer from Morocco, has published five novels: Kafka in Tangier (first edition: December 2019, second edition: May 2024), translated into English and Greek, with excerpts in Hebrew and Italian; The Puzzle of Edmond Amran El Maleh (Beirut, 2020), shortlisted for the Ghassan Kanafani Award for Arabic Novel (2022) and published in Hebrew (Jerusalem, 2023); Tangier By Night (Cairo, 2022), with the manuscript winning the Ismail Fahd Ismail Award for Short Novel (2019); Labyrinth of Illusions (Beirut, 2023); and finally, The Cave of Tablets (Beirut, 2024).

 

mardi 6 février 2024

 


تستضيف ليانا صالح في هذا العدد من برنامج "ثقافة" الروائية السورية مها حسن للحديث عن روايتها '' نساء حلب '' التي تحاكي من خلالها تاريخ بلد بأكمله عبر رواية سيرة ذاتية  لنساء من عائلتها ورثن الظلم والمنفى.

Maha Hassan invitée à l’Institut Kurde de Paris pour son roman « Femmes d’Alep »

 PARIS – L’écrivaine kurde réfugiée en France, Maha Hassan a publié son roman « Femmes d’Alep », ouvrage qualifié d’ « Odyssée à dimension autobiographique ».

Maha Hassan dit être étonnée qu’on parle « de la littérature kurde écrite en arabe. Il s’agit d’une littérature spéciale qui n’est pas semblable à la littérature purement kurde (…). » Aujourd’hui réfugiée en France, Maha dit également sa frustration de passer pour une « Arabe » chez les Kurdes et d’être étiquetée de « Kurde » chez les Syriens, ajoutant: « Je ne suis ni française, ni syrienne, ni kurde. Je me sens illégale et je ne sais pas qui je suis. »

 
Sur Twitter, Maha écrit« Mon père était kurde et communiste. Recette complet pour vivre hors du monde.. Je porte ses grains de Don Quichotte, pour écrire et vivre ailleurs : dans une autre planète ! »

Maha Hassan et Ismaël Dupont – qui a adapté son roman – seront à l’Institut kurde de Paris, le samedi 16 avril, à 16 heures, pour une rencontre autour de « Femmes d’Alep » , récits de « témoignage réel de femmes explique la mosaïque complexe que constitue la Syrie, jusqu’à son morcellement et sa réconciliation quasi-impossible actuelle. »
 

Voix engagées : le rôle singulier des romancières arabes contemporaines

 Maha Hassan est une auteure d’origine syrienne vivant en France depuis de nombreuses années. Écrivaine aux multiples langues et identités, elle navigue entre différentes sphères culturelles. Son choix de la France comme terre d’accueil découle de sa passion pour la liberté, qu’elle considère comme une condition essentielle à l’acte d’écrire. À travers ses romans, elle s’efforce de dépasser ce qui la lie à un passé où la liberté de pensée et les droits des femmes et des Kurdes sont opprimés. Oscillant entre l’écriture en arabe et en français, Maha Hassan explore ses multiples univers intérieurs et exprime les nombreuses voix qui l’animent. Cela se manifeste particulièrement dans son roman Femme d’Alep, où elle met en lumière plusieurs exemples de femmes syriennes et françaises, offrant une voix singulière aux femmes kurdes, souvent marginalisées socialement et culturellement. Engagée dans une littérature des oubliés et laissés pour compte, elle utilise la fiction comme moyen de dévoiler ces mondes cachés.