vendredi 13 juin 2014

بيوت الأدباء: الإقامة في الكتابة


بيت بلزاك
لم أتخيل أنني سأكون على مسافة دقائق عن منزل بلزاك، حين انتقلت إلى مسكني الجديد في الدائرة السادسة عشرة في باريس. حين صعدت شارع «رينوار» الطويل الممتد من سكني القديم في ساحة الدكتور هايم مقابل مبنى «منزل الراديو»، المطل على نهر السين وتمثال الحرية ـ النسخة الفرنسية، صوب بيتي الجديد في شارع»دولا تور»، فاجأتني تلك الحديقة، وخفق قلبي، تلك الخفقة التي أفهمها، والتي تثيرها روائح الكتابة، تلك القرابة البعيدة، اللصيقة.. هنا بيت بلزاك.
صار ذلك الشارع ملاذي اليومي، وحجّتي للتوجه نحو بيت الراديو، أو بيت الصحافيين في شارع كوشي الذي لا يبعد كثيراً عن مقهاي المفضل في»جافيل» وأنا أردد مقولة أبولينير، متوقفة في كل مرة، عبر مئات المرات التي قطعت فيها الجسر، أجل جسر ميرابو، حيث: لا الزمن يعود ولا الأحبة يرجعون. حيث بدأت روايتي قبل خمسة عشر عاماً، من ذلك المقطع الذي غنّاه ليو فيري: تحت جسر ميرابو، يجري نهر السين...
أتوقف أمام بيت بلزاك، أهبط الأدراج القليلة صوب الحديقة، لا يهمني المكان من الداخل، رأيته من قبل لمرة واحدة، مخطوطت بلزاك، أعماله، طاولة الكتابة، حياته هنا... تهمني الحديقة حيث ينتصب تمثاله بين الأغصان، وحيث أمارس ذلك النشيد السري الصامت، أتحاور مع أرواح الكتّاب، مؤمنة أنهم هنا.

شارع رينوار

من ساحة الدكتور هايم، يتفرع شارع رينوار، المسمّى باسم الكاتب فرانسوا ماري رينوار، في زاوية الشارع، يقع مقهى رينوار، والذي تغيّر اسمه بعد مغادرتي الحيّ.
في هذا المقهى، رأيت شخوص روايتي يدخلون ويخرجون، قادمين من بيت بلزاك في الشارع ذاته، خارجين من مقبرة مونبرناس، أو بير لا شيز، حيث يستلقي بلزاك. كتّاب وكاتبات، يحضرون من عدة أمكنة وعصور، يجتمعون في ذلك المقهى، ثم يستلقون في الحديقة الكبيرة لراديو فرانس، حيث يتجرأ البعض ويتنزّهون مع كلابهم هنا، أراقبهم من خلف نافذتي.

قبر سارتر

ما أن وصلتُ إلى باريس، حتى كانت مقبرة مونبرناس أولى محطاتي للذهاب إلى هناك. ضحك مني صديقاي وأنا أطلب منهما الابتعاد قليلاً ليتركانني أختلي بسارتر. هناك، فوق قبره، حيث تسمع سيمون دو بوفوار المدفونة معه، كل ما أقوله، ولا أجرؤ أن أطلب منها الابتعاد، لإتمام خلوتي مع سارتر.. هناك عرّفته على نفسي، وحدثته عن السنوات الطويلة التي انتميت فيها إليه من دون أن يعرفني، وشكرته على ما منحني إياه. كل هذا، قبل أن أنقلب عليه لاحقاً، وأتقرّب أكثر من تلك المرأة، التي قمعها بشكل ما، أعني دو بوفوار، وهذا ليس موضوع اللحظة.

منزل الكسندر دوما

كنت أتجول في بروتانيا، في تلك المدن الصغيرة المترامية على شاطئ البحر الفاصل بين فرنسا وبريطانيا، وفي مدينة (روسكوف) التي مررت عليها في طريقي إلى مدينة (مورليه)، حين توقفتُ لتناول الطعام قبال البحر، وبينما أقطع الشارع، من موقف السيارة، متجهة صوب المطعم قرب الشاطئ، استوقفني ذلك البناء، وتلك العبارة: الكسندر دوما في روسكوف.
لولا ذلك العبور غير المقصود، لما انتبهت أن الكسندر دوما أقام هنا، في هذه المدينة البعيدة عن الضجيج والضوء، الواقعة في جغرافيا، تدعى (فينيستير) أي نهاية الأرض، للدلالة على انتهاء الحدود الفرنسية.

بيوت الأدب

يستعمل العامة هذه التسمية، رامزين إلى المراحيض،وثمة قواميس تستعمل اللفظة وتشرحها وتضع مرادفاتها كبيت الماء، أو بيت الخلاء، ولا أزال أجهل الرابط اللغوي بين بيت الأدب بالمعنى الشائع الشعبي، أي أماكن الخلوة الفيزيولوجية، وبين الأدب الذي أفهمه أنا، وعلى الأرجح، فإن التسمية مأخوذه من اللغة التركية، التي تسمّي المرحاض بأدبخانه.

شارلفيل أي رامبو

كتبتُ كثيراً عن بيت رامبو الذي تركته خلفي في شارلفيل، عن قبره، عن حلمي بنقل ضريحه إلى باريس حيث كان رامبو يفرّ من تلك المدينة المثقلة بالطاعة العائلية، وحيث دفنت معه أخته في القبر ذاته، لتكريس الولاء العائلي. أحسست بروح رامبو المثقلة بالضجر وأنا أتحدث إليه بالعربية التي ربما كان يجيدها أو يعرفها قليلاً، حيث تاجر في بلادنا العربية، وعشق اليمن...

بيت الصحافيين


أما البيت المطل على المقبرة، حيث يشعر الصحافيون القادمون من بلاد القمع بخوف الموت، وهم يطلّون على الموتى كلما أفاقوا وقبل النوم، هنا كنت على أولى مواعيدي مع ميرابو، حيث أخرج في كل صباح، قاطعة حديقة سيتروين الضخمة في الدائرة الخامسة عشرة، لأتوجه بعدها إلى الجسر، فأتوقف أمام التماثيل المذهلة المنتصبة تحت الجسر، وأدندن أشياء أخرى لليو فيري، كأن أقول: أفيك لو تومب: مع الزمن!
هنا، في الطابق الثاني كنت أكتب قبالة المقبرة، عن بعد، ولم أرغب بالكتابة فيها، كما كنت أحلم أحياناً، كان الموتى، كلما عبرت بينهم، يشوشون أفكاري ويعيقون مخيلتي.
في تلك الغرفة الصغيرة، كان لكتابتي بيتها، وكانت تسترخي بطمأنينة مؤقتة، حتى وأنا أستلقي بعد منتصف الليل، محتضنة كتابتي، بينما سكارى آخر الليل يعبرون من تحت نافذتي ويملأون الشارع بالصراخ والشتائم، قبل أن يأتي البوليس في بعض الأحيان.

بيوت الكاتبات

هو إغواء شخصي ربما، أن أدوّن في قائمة (بيوت الكاتبات)، أسماء الكاتبات، وعنوان البيوت. الكاتبات الصديقات اللواتي دخلت بيوتهن، ولا تغويني بيوت الكتّاب. حيث لمسة الكاتبة المرأة، تختلف، حسب تجربتي.
بيوت صديقاتي الكاتبات، العربيات والغربيات، البيوت المتناثرة، كحبات مسبحة من اللؤلؤ، أو عقد منفرط من الماس، في أنحاء العالم، في باريس، في برلين ،في القاهرة ، في قطر، في حلب، في بيروت، في أمستردام، في استنبول...
كاتبات مثلي، متنقلات في أكثر من بيت، مزدوجات البيوت، متعدداتها، يحملن حقائب السفر من بلد لبلد، من بيت إلى بيت، مملوءات بالقلق وشغف المكان، حالمات بالاستقرار، حيث الكتابة تتعارض مع التشرد والانتقال، حيث النساء يرغبن بوضع الرحال في أرض واحدة، أرض أخيرة، هي غالباً: غرفة لها، كما كتبت فيرجينيا وولف.
الكاتبات المرهقات من الترحال، حيث تثير الفنادق ذعر الكتابة، كاتبات نساء لم يتصالحن مع هاجس الترحال الرجالي ربما، حيث أقام جان جينيه في فندق، ورفض البيوت، حيث الرجال يعيشون في المؤقت، بينما النساء يحلمن بالثابت المكاني، من اجل خلق كتابة متغيّرة، هل يمكننا جندرة المكان الإبداعي، أو بيت الأدب!

تكوين الخراب، سقوط البيوت

حين غادرت سوريا منذ عشر سنوات، لم أتخيّل أنني لن أستطيع العودة إليها، كنت أحلم بمغادرة البلاد، لأعيش في بيئة آمنة تحتضن كتابتي، ولكن منذ ثلاث سنوات، تغيّرت أحلامي، صار كل همّي أن أعود إلى تلك البلاد وأُدفن فيها. كما لو ان أحدنا لا يعرف قيمة الشيء الذي يكون بين يديه، لهذا فإن منفاي اليوم هو عبارة عن طبقتين من المنفى، الطبقة الأولى، التي يعيشها جميع المنفيين من مختلف أنحاء العالم، الحنين والشوق والذكريات ومحاولة التأقلم مع البلد الجديد وتعلم اللغة والعادات والاندماج، بمعنى إعادة بناء حياة جديدة والبدء من الصفر، لكن الطبقة الثانية من المنفى، هي الاستثنائية، هي بدء المنفى من جديد، بعد الاندماج، وخسران الانتماء كلياً، الانتماء للبلد الأول الذي تركته، فانتميت إلى البلد الجديد، ثم خسران الانتماء للبلد الجديد، بعد أن تعرض البلد الأول للحرب. هو وضع يصعب شرحه، يحتاج لوقفات سردية تحلل كيف نبني بلداً في المنفى، ثم يتخرّب كل شيء... ما أحياه الآن باختصار هو الخراب. أعيش على أنقاضي وأنقاض ما حولي فيما لا يشبه المكان، بل فيما أدعوه باللامكان، هذه الحالة من التأرجح بين حدود البلاد، والاغتراب بقسوة، وكأن لا شيء لي.
بعد هذا الخراب المادي والمعنوي، سقوط الأبنية والعمارات الشاهقة والبيوت، بحيث يبدو ذلك السقوط المُذهل لبرجي التجارة في نيويوك مقطعاً تفصيلياً أمام مشهد السقوط اليومي لبيوت السوريين، حيث صور الدمار، تشوّه المخلية، هل يمكن للكتابة أن تكون ملاذاً وبيتاً للكاتب، أو الكاتبة؟ هل يمكن لدفتي الكتاب المطبوع، تعويض الكاتب عن جدران البيت؟ بحيث يكون الأدب هو البيت والجنسية والانتماء والوطن، لنقنع أنفسنا بأنه ليس للكاتب من وطن، سوى الكتابة 
مها حسن

lundi 9 juin 2014

جنسية الأدب


جنسية الأدب
إنني أنتمي إلى حلقة أخرى من حلقات الهوية، لأعاني أيضا، أنا وكتابتي، من تعدّد الهويات أو صراع الهويات.
العربمها حسن [نشر في 2014\06\09]
كاتبة سورية، أم كاتبة من سوريا؟ سورية كردية أم كردية سورية؟ أُسأل كلما تواجدت في محفل أدبي عربي أو غربي. بل ذهب أحد الكتّاب إلى التلميح إلى “هويتي” حين وصلت روايتي إلى اللائحة الطويلة لجائزة بوكر للرواية العربية، ليقول جملة شعرت أنها موجهة صوبي: علما أنها جائزة للرواية العربية!
لا أنتمي إلى الأدب السوري، قلت لصديقي الكاتب السوري، وغرقنا في بعض الصمت، ثم رحنا نحلل معنى أن يكتب أحدنا الأدب، لنتفق على أن الأدب هو المهم، الكتابة، وأن اللواحق ليست مهمة، ربما هي من شغل الآخرين، غير الكتّاب.
أن أصنف نفسي ضمن الأدب السوري، يعني أنني أتقاسم مع الكتاب السوريين هواجسهم. أشعر بانتماء إلى الكتابة المصرية أحيانا، وفي المغرب العربي، أحسستُ بأن الكتّاب الذين هم من أصول أمازيغية يشبهونني، وكذلك الكتاّب المغاربة الذين لا يجيدون العربية.
في روايتي “حبل سري” أصف حلب، وماتنلي، القرية التي وُلدت فيها، وهي قرية كردية، فهل أنا كاتبة سورية أو كردية لأنني أكتب عن المكان السوري أو الكردي؟
ثمة من لا يصنف سليم بركات ضمن الكتابة العربية، حين رغبت إحدى صديقاتي في تقديم أطروحتها عن سليم بركات بقسم اللغة العربية، قالت لها الأستاذه المشرفة: لكن سليم بركات ليس عربيا، وحين سيذهب أحدهم إلى قسم اللغة الكردية، سيقولون له: لكن سليم يكتب بالعربية!
يعني أنني أنتمي إلى حلقة أخرى من حلقات الهوية، لأعاني أيضا، أنا وكتابتي، من تعدّد الهويات أو صراع الهويات، فهل أنا كاتبة كردية أكتب بالعربية أم كاتبة عربية لأن اللغة هي أصل الهوية، أم أنني كاتبة نسوية، فقط لأنني مولودة أنثى، بمعنى هل تتشكّل الهوية الأدبية للنص بعد ولادة الكاتب، أو أثناء حياته؟
هل الرواية الفرنسية هي كل الروايات المكتوبة باللغة الفرنسية، أي الرواية الفرانكفونية أيضا، هل هي الرواية الكندية والبلجيكية والمغربية و.. أي الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية، أم أن بلد المولد، هو الذي يحدّد هوية الرواية، ولو أن كاتبا فرنسيا اختار الكتابة بلغة أخرى، كالأنكليزية أو الألمانية، فهل يكف عن كونه كاتبا فرنسيا؟ هل تحدّد اللغة جنسية الأدب، أم أن الدم هو الذي يحدّد هوية الأدب، أي البيولوجيا. كما في قوانين منح الجنسية للبشر، ثمة قاعدتان أساسيتان للجنسية، قاعدة الأرض، وقاعدة الدم، فهل كون أحدنا مولودا في فرنسا، الجزائري أو اللبناني أو التونسي.. ويكتب باللغة العربية، يمكن أن يكون كاتبا فرنسيا يكتب بالعربية؟

mardi 3 juin 2014

Tambours de l'amour



Tambours de l'amour –une fenêtre romanesque sur la révolution syrienne


http://www.lorientlejour.com/article/806700/%3C%3C+Tambours_de_l%27amour+%3E%3E%2A%2C_une_fenetre_romanesque_sur_la_revolution_syrienne.html
Editions Dar El-Rayyes  – Beyrouth – 2012



« Est-ce le dîner de Rania, léger pourtant, excepté le « foul »[1], la fatigue ou mon sentiment que je vis une guerre sur le point d'éclater ou une guerre vraiment, car je n'ai pas arrêté de faire des cauchemars....
J'étais dans une chambre pleine de sang. Le sang m'arrivait jusqu'au menton. Je me suis mise à nager dans le sang pour remonter à la surface. J'ai regardé mes mains : elles étaient couvertes de sang à moitié coagulé. Je me suis débattue mains et pieds dans le sang afin de faire remonter mon corps et ne pas avaler ce sang ; je me suis cognée à des morceaux de corps... Des têtes coupées flottaient à côté de moi, des yeux, des pieds. J'essayais de crier. » (Les Tambours de l'amour, page 106).

Voici l'un des cauchemars de Rima Khouri, le personnage principal du roman de Maha Hassan.
Rima est professeure  de Lettres modernes à la Sorbonne, vit à Paris depuis 20 ans après avoir quitté sa ville natale : Damas.
De sa vie parisienne, universitaire, ayant des aspects aussi bien stables que parfois monotones, Rima va basculer dans une vie rythmée par les évènements de la révolution syrienne qui a commencé en 2011, pour finalement décider de rentrer en Syrie afin de suivre les évènements sur place, auprès des gens.

Les Tambours de l'amour est une fenêtre romanesque sur la révolution syrienne notamment dans sa première année, une sorte de vue d'ensemble à travers l’œil de Rima Khouri.
Petit-à-petit et au fil des pages, un pont se construit entre le contexte parisien de Rima et la Syrie. 

Dans un premier temps, ce pont commence à Paris même, via l'ordinateur de Rima qui, connectée sur Facebook, va progressivement tisser un réseau de connaissances « virtuelles » qui la mèneront à la rencontre de Youssef, un activiste syrien originaire de Kfarnabol, une ville syrienne très engagée dans la révolution.
Progressivement aussi, une histoire d'amour « virtuel » se tisse entre Rima et Youssef...

Le roman reflète très concrètement la place et le rôle qu'occupent les réseaux sociaux dans notre vie, en particulier pour les Syriens. Le réseau social devient l'un des principaux vecteurs de la transmission de l'information et de l'échange entres les gens qui y déposent une partie importante d'eux-mêmes, leurs pensées, états d'âmes, etc. , voire y vivent des histoires d'amour.
Maha Hassan analyse bien la complexité des liens virtuels qui nous font basculer dans un autre mode relationnel parallèle à la réalité. Nous pouvons dire qu'il constitue une sorte de « para-réalité », qui va petit-à-petit se rapprocher de la réalité physique et la tutoyer parfois de très près.

Dans un second temps, ce pont va se consolider sur place lorsque Rima Khouri quitte Paris pour se rendre à Damas, et voyager à travers la Syrie.
Dans ce contexte syrien, Rima s'efface petit-à-petit pour laisser la parole aux autres. Le roman va se situer au cœur de l'évènement que nous allons vivre à travers son récit. Une sorte de roman-reportage, car Rima va devenir la porte-parole de plusieurs voix et positions vis-à-vis de la révolution. Grâce à ce travail d'enquête qu'elle a voulu mener sur le terrain, son envie et son besoin même de connaître la réalité, nous pouvons parcourir une riche palette de points de vue : de l'engagement et de l'activisme d'une jeune génération, vive et créative, en recherche de liberté, en passant par les peurs sous-jacentes de ceux qui ont beaucoup perdu dans cette révolution (membres de leurs familles, maisons, etc.), pour finir par la réticence et la méfiance de certains intellectuels pour qui la révolution manque de structure intellectuelle organisatrice,  parmi eux, le père de Rima.

La rencontre de Rima avec son père et sa mère, à son arrivée à Damas, nous renseigne un peu plus sur elle et son passé, dont elle parle par petits bouts semés par-ci par-là dans le roman.
La relation au père est caractérisée par une forte opposition qui remonte à sa jeunesse et au contexte de son départ de la Syrie. Cette opposition va continuer en raison de leurs positions respectives vis-à-vis de la révolution syrienne.
Malgré les vingt années qui ont séparé Rima de ses parents, une affection et une tendresse discrètes ressortent de sa relation à sa mère. Personnage touchant et attachant malgré sa brève apparition dans le roman.

Le roman aborde aussi la question de l'armement de la révolution. L'engagement armé de Youssef,  l'amoureux de Rima, les a éloignés l'un de l'autre et a marqué un tournant dans leur relation « virtuelle ».
Au moment où Rima va enfin voir Youssef à  Alep,  une balle traverse sa tête...


Les Tambours de l'amour mène le lecteur avec beaucoup de souplesse narrative vers le cœur de la révolution syrienne. Cette souplesse déjà rencontrée dans Cordon ombilical, l'avant-dernier roman de Maha Hassan, se conjugue avec la façon qu'a la romancière d'écrire des scènes d'amitié et de complicité entre les personnages, notamment entre Rima et une proche de sa famille. Dans ces scènes, qui nous rappellent certaines de Cordon ombilical, Maha Hassan peint des tableaux de la vie quotidienne syrienne, notamment autour des repas. Ce sont des moments de convivialité, de sympathie ; à travers les mots, nous avons presque l'impression de sentir les odeurs des plats, le café et tout le rituel qui va avec...
Mais la sensibilité de la romancière ne s'arrête pas là. Le récit que fait Rima de ses cauchemars depuis le début de la révolution donne un trait particulier à ce roman et à l'écriture de Maha Hassan en général.
Rima vit dans sa chair la guerre et les atrocités commises par le régime contre le peuple, que ce soit à Paris ou en Syrie. Ses cauchemars sont denses et profonds. La romancière les décrit avec acuité. Les images parlent intensément et nous ressentons à quel point Rima est habitée par la mort et la souffrance des autres, omniprésente : corps mutilés, enfants tués, …

C'est un bel hommage rendu à ces victimes que d' « épouser » en quelque sorte leurs souffrances.


Rawa Pichetto



[1]    Le « foul » est un plat syrien à base de fèves.