mardi 21 janvier 2014

النساء السوريات: بين الموت والحلم

المرأة في زمن الثورات النساء السوريات: بين الموت والحلم

مها حسن جريدة السفير 

هل تستطيع اللغة مساعدتي؟ هل أستطيع وصف بوح صبية قادمة من حلب، بأن اللغة معها تختلف عن اللغة السائدة؟ كيف أشرح أنها حين تتكلم، يلتمع وجهها بضوء غامض، رغم حزنها، وكيف أنها تثير زوابع من ضوء، لا من غبار، تثير انفعالات وارتباكات... أسمعها، فأنفجر في هذيان لغوي هائج أكرر فيه عباراتي: " دخيل روحكن أنتو بناتنا، حبيبتي لا تبكي، اللي متلك الحياة الجاية محتاجتن، خليكي متمسكة بالحياة.... "... خطاب مختلف، محتشد بالتوتر... جميل وخارج عن المألوف، كأنه لقاء عاطفي بين عاشقين افترقا طويلاً، وبعد سنوات من العذاب ولوعة الغياب، ها هما معاً... أنا وبنات حلب، سرّي العميق، حيث هاجسي هو النساء، وأملي هو المرأة، وشغفي الكتابة عن هذه النسوة، واكتشاف عوالمهن التي لا تزال لغاتنا السردية عاجزة عن محاكاة روعتهن.
زينب، الصبية التي تركتها قبل عشر سنوات، كانت متأجّجة بالفرح، وكانت أمي تنهرها، لتتوقف عن الضحك، وتطالبها ببعض الجدية، زينب لم تتوقف عن البكاء، ونحن ننخرط في حديث عبر الهاتف، حيث التقطتها بالصدفة، لدى أجد أقاربي وأنا أتصل بهم من وقت لآخر، حيث جاءت تفضفض آلام رحيل أمها...
أم زينب، هي أمي أيضاً... أمي الروحية... التي لا تبكي إلا حين تسمع صوتي على الهاتف، وكأنني فعلا ابنتها التي سرقها الغياب والمنفى.
تقول زينب، التي فقدت أمها منذ أيام، وبعدها، منذ أيام قليلة جداً، فقدت ابن أخيها، حيث توسطت جبينه رصاصة قناص، وتعدد لي أسماء قتلاها، تقول: الحارة مشتاقتلك، البيوت فضيت هون، ما عاد في حدا، عم احلم ترجعوا، عم احلم يخلص هالكابوس. ونبكي... نبلل أسلاك الهاتف بين تركيا وسوريا، في غازي عنتاب، حيث أنا، أبعد أقل من ساعتين عن حلب...
كأن غازي عنتاب تتعمد أن تحرق قلبي، وهي تلوح لي بلافتات الطرق، حيث مؤشر اللافتة يتجه صوب حلب، ويكتبها باللاتينيه، وبحرف الهاء لا الألف كما الفرنسية أو الانكليزية.
لم أذهب إلى تركيا كسائحة، ولم أسمح لنفسي بالتعرف على المدينة، بل كخائنة للمكان، منذ آذار 2011، انطلاقة الثورة السورية، وأنا أخون الأمكنة. في تركيا، ذهبت ألتقي السوريين... لم أرَ المدن التركية، ولم أهتم بتعلم اللغة، كنت أبحث عن سوريا المشتتة في بلد الجوار... في غازي عنتاب خاصة، بدلاً من الارتماء في حضن المدينة ـ الأم البيولوجية، ارتميت في حضن المدينة ـ الأم البديلة، لأشهق في كل شارع، أمام كل بائع حلبي، أمام اللهجة الحلبية المنتشرة في الحدائق والأسواق والشوارع، أمام فضفضة النساء الحلبيات، الجالسات على مقاعد الجنائن، بثقة الغريبات، اللواتي لا يعرف السامع لغتهن، ولم تشك إحداهن بأنني، حاملة حقيبة ظهر، وحقيبة كمبيوتر في يدي، قد أكون من المدينة ذاتها، من الحارة ذاتها ربما، فأفهم تلك اللغة... تتجاهلني السوريات الغارقات في هموم النزوح والوطن الغائب وكيفية تسديد أجرة البيت، وغلاء المعيشة في عنتاب، والتفكير في العودة، رغم خطر الموت... يتجاهلنني وأنا أعبر بهن، أتباطأ بخيانات متكررة، لأسمع المزيد، وقد أجلس على مقعد مجاور، ألهو بهاتفي المحمول، أكتب رسائلي، وأسمع سرد النساء الغارقات في مدن بديلة...
أكفكف دمع الشوق الحارق نحو حارتي وأمي التي لم تستطع قطع معبر الموت، وتفضّل الموت في بيتها، على الموت في الطريق... تخاف على جثتها من الضياع، تريد أن يحترم العالم جسدها الميت بأمان، في بيتها: أريد موتاً عادياً، لا أريد ان أتحول إلى أشلاء في الطرقات... تقول وهي مذعورة من موت صديقة لنا، ماتت في الشارع، والتصق لحمها المتلاشي بالجدران وعجلات السيارات.
يعرّفني صديق على صبية كوردية، أذهب لألتقي بلافا، نجلس في فسحة الفندق، أمام الباب، الثانية ليلاً، وبرد الليل لا يرحم جسد لافا الصغير، التي تغطي كتفيها بشال خفيف، وقد فاجأتها برودة الليل في خريف دافئ في النهار...
تلتمع عينا لافا بطفولة، تبتسم رغم الحزن الغائر في جسدها الصغير، نفشل في الكلام، أخاف من البكاء أمامها، أضبط حنجرتي، أنجح أحياناً، وأفشل غالباً... لا اريد الانخراط في عويل ليلي، فأجرف معي تلك الصغيرة، (غنّي لي)، قلت لها... وأبدعت لافا.
فاجأتني، الصبية التي غنت قبل الثورة، وحلمت بأن تكون مغنية، حملت حلمها وخيبتها من حلب التي كسرتها مراراً، وجاءت تبحث عن بعض الأمان، وبقية حلم بالغناء.
الكلام عن السوريات طويل، اللواتي شاركن الرجال في التظاهر والحلم بالحرية، رافعات شعار (الموت ولا المذلة)، فكان أمامهن الكثير من الموت، والكثير الكثير من المذلة. النساء اللواتي وقعن بين بسطار النظام ومعتقلاته، بين اتهامات تتعلق دوماً بتدنيس سمعة المرأة، القيمة الأعلى في الشرق الذي لا يزال يعتبر الجسد هو الشرف، فتُحاك الأساطير والخرافات حول مجاهدات النكاح، حتى وإن كنّ علمانيات أو من أديان لا تنصّ على الجهاد أصلاً، تُلصق بهن وصفات جاهزة، تُعهرهن، وتعرض صورهن في الإعلام كساقطات، وبين معارضات رثة، لم تؤمن لهن الكرامة، ولا ثمن الخبز أو الحليب لأطفالهن، فدخلن في سلسلة من المذلات بحثاً عن لقمة العيش، وعلبة الحليب...
االلواتي هاجرن عبر البحر، بحثاً عن حليب أطفالهن لدى الأوروبيين، بعد أن ضاقت بهن بلاد الجوار، النساء في المخيمات، في أراضي النزوح، البحث عن عمل، البحث عن سكن، القبول المُذعِن بزواج عارض يلمّ جسد المرأة ولحم أطفالها من التشرد والتسول، تفاصيل تحتاج إلى كتب طويلة، للاقتراب من أنفاسهن المرهقة بالخيبة. نساء خرجن ضد نظام جائر، فلوّعهن المنفى والمخيمات وفساد أطراف كثيرة، اجتمعت جميعها لاحراق البلاد، واحراق العباد، وكانت المرأة أولى ضحايا الجميع..
لا يجتمع القاتل والضحية في ميزان واحد، لا تضيع المرأة بوصلتها، تعرف أن النظام هو المسؤول الأول عن كل هذا الموت، وكل هذا الذل... لكنها تعرف أيضاً أن الذين خرجت برفقتهم ضد النظام، لم يكونوا على مستوى الحلم... حسناً، هناك استثناءات، وهناك حالمون نبلاء... ولكن... في الغابة، الغلبة للأقوى، والأقوى ليس هو الحالم الآن... إنها غابة... تقول لي إحداهن.
أسمع لافا، وتمرّ في رأسي صور النساء اللواتي رأيتهن، تمر في مخيلتي نقاشاتنا الحامية الوطيس حول دورنا كنساء، حول مهماتنا الشائكة، في مجتمعات لا يزال ينظر لنا الجميع فيها، رجالا ونساء، كعاجزات وقاصرات وبالتالي، خاضعات....
سناء، هيفين، سميرة، عزة، إيمان، غالية، رولا، ياسمين، ريم، جمانة، هالة، وغيرهن، أكثر من مئة امرأة، نلتقي ونهجس بقصص النساء ومعاناتهن، نتقاسم العمل، نفرز الملفات، ما بين الحقوقي والطبي والإعلامي والاقتصادي وووو، نلهث، مضيّعات الكثير من الوقت للاتفاق على صيغ العمل، ونحن منحدرات من ثقافة العمل السري، وتابو العمل المدني، وتابو الثقة الذي نعتقد نحن النساء، ببعض النرجسية والمفاخرة، أننا أفضل من شركائنا الرجال، في منح الثقة والتقليل من التخوين والنبذ...
أفكار عظيمة، شعارات، طموحات، أحلام.... تتكسر أمامنا، نعود لننهض، نبكي، ننزوي، ثم نعود مجدداً، أحاول العودة إلى المكان، أترك زينب على طرف، أتجاهل صوت شيرين في داخلي، أمنع نفسي من التفكير في نائلة، لا أريد أن أجنّ من الألم، عليّ أن أنهض... أنتبه إلى نهاية الأغنية، أبتسم للافا، يشرق وجهها الحزين وملامحها الخائبة، تغني لي (ريحة وطن)، ونؤجل الحديث عن قصة حبها وزواجها المشوّقة، التي حماها حلما الحرية والموسيقى... وأسمع لافا، أسمعها حتى الصباح، حيث لا نتوقف عن الكلام المباح... كل كلامنا مباح.
مها حسن - باريس

samedi 4 janvier 2014

رواية تقرع الأجراس في صمت العالم

 العرب ـ مفيد نجم [نُشر في 04/01/2014
في روايتها الجديدة “طبول الحب” تذهب الكاتبة السورية مها حسن مع الحب وعبر الحب نحو استحضار المعاني الجديدة للحرية والأسئلة الجديدة التي ولدتها ثورة الشباب السوري في مرحلة نضاله السلمي، ملتقطة التأثيرات الواسعة والعميقة التي تركتها على واقع بطلة الرواية وحياتها، باعتبارها تشكل ولادة جديدة للشخصية السورية أو استعادة لها بعد عقود من الضياع والقمع والاستبداد.
لعل ما يميز رواية “طبول الحب” هو اشتغالها على العالم الافتراضي الذي تجري فيه أغلب أحداث الرواية، وتتطور من خلاله، بصورة تواكب فيه وتتماهى مع الدور الذي لعبه هذا العالم في إيصال صوت الثورة ووقائعها اليومية إلى العالم، رغم كل محاولات التعتيم والمراقبة واستهداف الناشطين في هذا المجال، وصولا إلى فضح ما يرتكبه النظام من جرائم بحق المتظاهرين السلميين في المدن والأرياف السورية.
كتابة الثورة
تترك مها لأحداث الرواية ووقائع الثورة أن تروي الحكاية كلها من خلال علاقة حب افتراضية تنشأ بين بطلة الرواية التي تتولى مهمة السرد، وبين إحدى الشخصيات الحقوقية الفاعلة في النضال السلمي في مدينة كفر نبل إحدى قرى ريف إدلب المعروفة. تختار الروائية شخصية تعبر عن حالة التعايش والتداخل الحاصل في المجتمع السوري بين مكوناته الدينية والطائفية المختلفة، هي شخصية بطلة الرواية، التي تنتمي إلى أسرة مثقفة، والدها المسلم متزوج من امرأة مسيحية تعرف إليها عندما كانا يدرسان في أوروبا، وقد تزوجت رغما عن إرادة والديها من شاب مسيحي، وسافرت معه إلى باريس لكي يكملا دراستهما الأكاديمية العليا هناك، لكنهما ينفصلان بعد سنوات قليلة بسبب التباين بين شخصيتيهما، ممّا يجعلها تعيش وحيدة مكتفية بوظيفتها كمدرسة في الجامعة. يفتح المجال الافتراضي أمامها مجال كسر هذه العزلة والتعرف إلى عدد من الأصدقاء تستعيد معهم ومن خلالهم ذكريات أيام دراستها الجامعية، وعلاقات الحب الأولى التي عاشتها في جامعة دمشق، وبذلك يتحرك السرد بين زمن الرواية الحاضر والزمن الماضي، مستخدمة لذلك تقنية الفلاش باك أو العودة نحو الوراء. لكن العلاقة الغريبة هي التي تنشأ بينها وبين شخصية يوسف سليمان حتى تغدو الحامل السردي لوقائع تلك الانتفاضة وتحولاتها، التي تتعرف إليها من خلاله، كما تكشف عن ذلك حوارات البطلة إيزابيل معه، حيث يشكل الحوار في هذا المكان الأسلوب الأفضل للتعبير عن أفكار الشخصيتين ومواقفهما من الثورة، وما كان يطرأ عليها من تحولات ترتبط بطبيعة علاقة كل منهما بالثورة، ورؤيتهما لما يجب أن تكون عليه، وهي بقدر ما تكشف عن تباين طبيعي في وجهات النظر، فإنها تكشف عن تباين في الموقف بين من يعيش الثورة على أرض الواقع ويواجه الموت كل يوم، وبين من هم يتابعون أحوال الثورة من الخارج.
مثقفون سلبيون
يتحرك السرد في بداية الرواية على مستويات عدة مركزا على إبراز تفاصيل حياة العزلة التي كانت تعيشها إيزابيل قبل الثورة بغية إبراز الأثر العميق والواسع الذي أحدثته انتفاضة شباب الثورة على شخصيتها (أحسست وكأنني احتضن سوريا كلها بين ذراعيّ. سوريا التي تركتها منذ عشرين سنة، وظننت أنها مركب محروق بالنسبة إليَّ. ها أنا أشعر باستعادتها وبالانتماء لها، وأشعر بأن لي أصدقاء سوريين أرغب في معانقتهم جمعيا).
تبقى الرواية دون نهاية تعبيرا عن إدراكها بأن الثورة وأحداثها الدرامية المتصاعدة قد باتت دون أفق منظور أو نهاية قريبة يمكن توقعها
تستخدم الكاتبة العنونة بدلا من التقسيم التقليدي لأجزاء الرواية حيث يلعب العنوان دورا محوريا في تكثيف واختزال الموضوع الذي يدور حوله السرد. كذلك تعمد الكاتبة إلى توظيف الوثيقة بشكل مكثف لكي لا يشكل عبئا على حركة السرد وتناميه، وهي عبارة عن شهادات لصحفيين أجانب منشورة، تتضمن مشاهداتهم عن العنف الشديد الذي يرتكبه النظام ضد المتظاهرين السلميين والمناطق الثائرة.
لا تخلو لغة السرد في هذه الرواية من شاعرية تحاول فيها بطلة الرواية أن تكشف عن حالة توحدها مع أحداث الثورة وشهدائها (أعرف أنهم سيأتون مضرجين بالدماء. يأتون ململمين أشلاءهم الممزقة. يقذفون بأحلامهم المبتورة تحت وسادتي، يتحدثون إليّ حتى اليقظة، يئنون من آلام الرحيل، ويوصونني ببقايا بيوتهم وأصص الزهر وشتلات الشجر، وأغطية الأسرة وتفاصيل هائلة أسمعها بإصغاء يمنعني من خداعهم بلحظة غفوة عميقة إذ أكرر وصاياهم). إن أهمية الدور الذي يلعبه الحوار في هذه الرواية هو أنه ينقل لنا مواقف شرائح وفئات مختلفة مع الثورة وضدها، بحيث ينقل لنا صورة مركبة وواسعة عن تلونات المشهد السوري المختلفة واختلاف وجهات النظر وتبايناتها، ولا سيما بعد أن مرّ أكثر من عام على الثورة، عمد النظام فيه إلى ارتكاب المزيد من جرائم القتل والتدمير المنهجية أمام أنظار العالم الذي لم يفعل شيئا لإيقاف هذه الجرائم. لذلك يحتل الحوار مساحة كبيرة من الرواية تعرض فيها الساردة لتلك المواقف وفي المقدمة منها مواقف المثقفين التقليديين السلبية من الثورة، كما يمثلها والدها وأدونيس على خلاف خالها السياسي المعارض الذي كان يشارك في المظاهرات رغم تقدمه في العمر بعد أن رأى حلم الثورة قد تحوّل إلى حقيقة.
ديمقراطية السرد
يمكن القول إن هذه الرواية هي رواية شخصيات نظرا لعددها الوافر الذي تقوم بطلة الرواية بالحديث عنها ونقل آرائها تجاه الثورة. كما تفعل ذلك في العتبة السردية التي تقوم فيها بالتعريف بشخصيتها، وهو ما يتجلى في عناوين مشاهد الرواية، التي تتلاحق في سياق حركة بطلة الرواية في المكان ولقاءاتها المختلفة مع شرائح وأجيال مختلفة (خالو إلياس- ريما خوري- كاتيا- يوسف سليمان- رانيا) إلى جانب الكثير من الشخصيات التي تلتقي بها وتعرض لوجهات نظرها أثناء الحوارات، التي تدور في الأماكن التي تلتقي فيها بأصدقائها في دمشق وحلب، على اختلاف انتماءاتهم ومواقفهم وقناعاتهم تجاه ما يحدث وانعكاساته على الحياة والمجتمع ما يدلل على ديمقراطية السرد في هذه الرواية. لكن الأهم رغم الحشد والتكثيف الذي تعرض له الكاتبة في مشهد النهاية لصور القتل والاغتصاب والتدمير التي تتدافع أثناء لاوعيها بعد إصابتها، بغية تجسيد المشهد السوري بكل فظاعاته ودمويته، تبقى الرواية دون نهاية تعبيرا عن إدراكها بأن الثورة وأحداثها الدرامية المتصاعدة قد باتت دون أفق منظور أو نهاية قريبة يمكن توقعها بعد أن اتخذت المواجهة بين النظام والمعارضة طابع المواجهة المفتوحة على الرغم من اختلال موازين القوى بين الطرفين، وبعد تخلي العالم عن مسؤولياته الأخلاقية تجاه ما يحدث من فظائع، لم تستطع أن تجعل السوريين الثائرين عليه يرفعون راية الاستسلام، كما يتوهم النظام من وراء جرائمه التي ليس لها مثيل أبدا في تاريخ البشرية.