lundi 9 juin 2014

جنسية الأدب


جنسية الأدب
إنني أنتمي إلى حلقة أخرى من حلقات الهوية، لأعاني أيضا، أنا وكتابتي، من تعدّد الهويات أو صراع الهويات.
العربمها حسن [نشر في 2014\06\09]
كاتبة سورية، أم كاتبة من سوريا؟ سورية كردية أم كردية سورية؟ أُسأل كلما تواجدت في محفل أدبي عربي أو غربي. بل ذهب أحد الكتّاب إلى التلميح إلى “هويتي” حين وصلت روايتي إلى اللائحة الطويلة لجائزة بوكر للرواية العربية، ليقول جملة شعرت أنها موجهة صوبي: علما أنها جائزة للرواية العربية!
لا أنتمي إلى الأدب السوري، قلت لصديقي الكاتب السوري، وغرقنا في بعض الصمت، ثم رحنا نحلل معنى أن يكتب أحدنا الأدب، لنتفق على أن الأدب هو المهم، الكتابة، وأن اللواحق ليست مهمة، ربما هي من شغل الآخرين، غير الكتّاب.
أن أصنف نفسي ضمن الأدب السوري، يعني أنني أتقاسم مع الكتاب السوريين هواجسهم. أشعر بانتماء إلى الكتابة المصرية أحيانا، وفي المغرب العربي، أحسستُ بأن الكتّاب الذين هم من أصول أمازيغية يشبهونني، وكذلك الكتاّب المغاربة الذين لا يجيدون العربية.
في روايتي “حبل سري” أصف حلب، وماتنلي، القرية التي وُلدت فيها، وهي قرية كردية، فهل أنا كاتبة سورية أو كردية لأنني أكتب عن المكان السوري أو الكردي؟
ثمة من لا يصنف سليم بركات ضمن الكتابة العربية، حين رغبت إحدى صديقاتي في تقديم أطروحتها عن سليم بركات بقسم اللغة العربية، قالت لها الأستاذه المشرفة: لكن سليم بركات ليس عربيا، وحين سيذهب أحدهم إلى قسم اللغة الكردية، سيقولون له: لكن سليم يكتب بالعربية!
يعني أنني أنتمي إلى حلقة أخرى من حلقات الهوية، لأعاني أيضا، أنا وكتابتي، من تعدّد الهويات أو صراع الهويات، فهل أنا كاتبة كردية أكتب بالعربية أم كاتبة عربية لأن اللغة هي أصل الهوية، أم أنني كاتبة نسوية، فقط لأنني مولودة أنثى، بمعنى هل تتشكّل الهوية الأدبية للنص بعد ولادة الكاتب، أو أثناء حياته؟
هل الرواية الفرنسية هي كل الروايات المكتوبة باللغة الفرنسية، أي الرواية الفرانكفونية أيضا، هل هي الرواية الكندية والبلجيكية والمغربية و.. أي الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية، أم أن بلد المولد، هو الذي يحدّد هوية الرواية، ولو أن كاتبا فرنسيا اختار الكتابة بلغة أخرى، كالأنكليزية أو الألمانية، فهل يكف عن كونه كاتبا فرنسيا؟ هل تحدّد اللغة جنسية الأدب، أم أن الدم هو الذي يحدّد هوية الأدب، أي البيولوجيا. كما في قوانين منح الجنسية للبشر، ثمة قاعدتان أساسيتان للجنسية، قاعدة الأرض، وقاعدة الدم، فهل كون أحدنا مولودا في فرنسا، الجزائري أو اللبناني أو التونسي.. ويكتب باللغة العربية، يمكن أن يكون كاتبا فرنسيا يكتب بالعربية؟