lundi 17 décembre 2012

http://www.alqabas.com.kw/node/449612

عن «طبول الحب» السورية




مها حسن: كيف نصدق أن ما يحدث «واقعي»؟

ليلاس سويدان

عن الثورة السورية وفي محاولة لرصد مواقف السوريين والمثقفين منها، أصدرت الروائية مها حسن، السورية المقيمة في فرنسا روايتها الأخيرة «طبول الحب»، وذلك من خلال رصد عدة نماذج ثقافية داخل الرواية وعرض وجهات نظرها عن الأحداث الدائرة من خلال الحوارات داخل النص.



تدور أحداث الرواية- التي صدرت عن دار الريس- كما قالت الكاتبة حول الأستاذة ريما التي قررت العودة لبلادها بعد سنوات عاشتها في باريس.



وتعيش ريما التي كانت قد تركت سوريا منذ سنوات واستقرت في فرنسا، قصة حب غريبة عبر الفيسبوك، ثم تقع أحداث الثورة في سوريا، وينشب خلاف بينها وبين الشاب الذي تحبه، حول موقف كل منهما من عسكرة الثورة، مما يدفعها للنزول إلى بلادها والتعرف إلى الوضع بدقة بعد سماعها الكثير عما يجري من بعيد. وتضيف مها حسن أن ريما تصل إلى دمشق حيث منزل عائلتها، لتلتقي بعدة نماذج هناك، محاولة التعرف إلى مواقف هؤلاء الأشخاص مما يحدث في سوريا، ثم ينتقل بها المطاف إلى حلب مسقط رأس الكاتبة نفسها، وذلك بهدف الاقتراب من ريف إدلب، حيث يعيش حبيبها، لتلتقي أثناء ذلك بنماذج أخرى من السوريين.


أصعب الأعمال



عن سؤال حول رؤيتها لتجربتها الحديثة مقارنة بتجاربها الروائية السابقة أجابت الكاتبة:



اعتبر هذه الرواية من أصعب الأعمال التي كتبتها، بسبب خصوصية الموضوع وحساسيته.



أن نكتب عن تجربة حقيقية، يختلف كثيراً عما نكتبه عن قصة متخيلة، وخصوصا حين يكون الموضوع مرتبطا بمصير شعب كامل. أن يحيا أحدنا ملحمة واقعية، يحاول في كل خمس دقائق وهو يحيا حوادثها ألا يقع في غيبوبة الحلم، ويحافظ على تماسكه، بأن مايحدث واقعي، أمر صعب. لقد عانيت كثيرا، ولا أزال أعاني فعل الكتابة ذاته في هذه الحرب الطاحنة. وأنا أسميها حربا.




معاناة الكتابة



وتتابع مها الحسن: معاناة الكتابة شعور متداخل هنا، فلا يكفي الأرق الإبداعي وهو يشعر بضآلته أمام الملحمة الشعبية، بل يأتي الحكم على الكتابة بحد ذاتها، كفعل تأثيمي أثناء الألم.



يعتقد البعض أننا نكتب من أجل فرص الظهور، وهذا ظلم كبير، لأن الظهور نفسه، والذي يخشاه المبدع، هو وجع كبير، في هذا الدم. ومن ناحية أخرى، وفي السياق ذاته، هناك أصوات تعتب على الكتابة غيابها عن الفعل الثوري. لهذا فالكاتب يعيش حالات من التقلّب الانفعالي، بين هاجس الكتابة، واستيعاب دهشة المشهد واحتوائه، وممارسة دوره النقدي الذي يؤمن به، ولا يكون على هامش الحدث أو مجرد متفرج حيادي، وأخيراً في القلق الفني حول إمكانية إنتاج نص بمستوى الحدث.







حكم مسبق



● ما هي محاذير الكتابة عن حدث تاريخي مستمر حتى الآن وتجربة ربما لم نستطع حتى هذه اللحظة استيعابها وقراءتها بشكل حيادي ونقدي متجرد؟



- اعتقد أن هذا السؤال يحمل فخّ الاتهام الذي تحدثت عنه للتو. وكأن الكتابة في زمن الثورة التي لم تحسم بعد، عمل ناقص، وهذا برأيي من حالات الحكم المسبق على حرية المبدع، أنا ككاتبة، ليس أمامي فعل سوى الكتابة ذاتها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، إن توصيف اللحظة الراهنة، والتقاطها بطزاجتها، إبداعيا، هو فعل إيجابي. الرواية ليست بحثا أو دراسة حتى ننتظر الوقت لتنضج التجربة.







مرحلة جديدة



● قلت في احد حواراتك الصحفية ان الأدب السوري بعد الثورة يدخل مرحلة جديدة. كيف ترين ملامح المرحلة؟



- هذا السؤال نقدي ولا يستطيع الروائي الإجابة عنه، هنا نستطيع الكلام عن انتظار اختمار التجربة وانتظار الكتابة القادمة.



حتى اللحظة، هناك ثلاث روايات عن الثورة بينها روايتي، لم أقرأ الروايتين الأخريين، لكنني أعتقد أن كلا من الروائيين الثلاثة عالج الرواية والثورة من وجهة نظر فنية مختلفة، أعتقد أنه على النقاد لاحقاً، دراسة سمات هذا الأدب، الذي اعتقد أنه سيسم الأدب السوري لمرحلة قادمة، وربما لفترة طويلة، بسبب ما خلفته آثار هذه الثورة من مشاعر كثيرة وجديدة في المجتمع السوري.







غير متفائلة



● عاشت الثقافة والأدب السوري ضمن ضوابط وقيود لعشرات السنوات. فهل تفتح هذه الأحداث ونجاح الثورة السورية المجال لإعادة كتابة التاريخ بشكل مختلف؟



- للأسف، لست متفائلة بهذا الخصوص، لا أعتقد أن ما يسمى بالربيع العربي سيصل ويتحقق قريبا، هذه الثورات تتم على مراحل، أخشى كثيرا على تراجع حرية الفكر والكتابة والتعبير، بسبب غياب الكثير من الجانب الثقافي في هذه الثورات، طبعا ويتحمل الاستبداد المسؤولية عن سوء الوضع الثقافي حالياً، وعن ازدياد سوئه لاحقاً.