mardi 21 janvier 2014

النساء السوريات: بين الموت والحلم

المرأة في زمن الثورات النساء السوريات: بين الموت والحلم

مها حسن جريدة السفير 

هل تستطيع اللغة مساعدتي؟ هل أستطيع وصف بوح صبية قادمة من حلب، بأن اللغة معها تختلف عن اللغة السائدة؟ كيف أشرح أنها حين تتكلم، يلتمع وجهها بضوء غامض، رغم حزنها، وكيف أنها تثير زوابع من ضوء، لا من غبار، تثير انفعالات وارتباكات... أسمعها، فأنفجر في هذيان لغوي هائج أكرر فيه عباراتي: " دخيل روحكن أنتو بناتنا، حبيبتي لا تبكي، اللي متلك الحياة الجاية محتاجتن، خليكي متمسكة بالحياة.... "... خطاب مختلف، محتشد بالتوتر... جميل وخارج عن المألوف، كأنه لقاء عاطفي بين عاشقين افترقا طويلاً، وبعد سنوات من العذاب ولوعة الغياب، ها هما معاً... أنا وبنات حلب، سرّي العميق، حيث هاجسي هو النساء، وأملي هو المرأة، وشغفي الكتابة عن هذه النسوة، واكتشاف عوالمهن التي لا تزال لغاتنا السردية عاجزة عن محاكاة روعتهن.
زينب، الصبية التي تركتها قبل عشر سنوات، كانت متأجّجة بالفرح، وكانت أمي تنهرها، لتتوقف عن الضحك، وتطالبها ببعض الجدية، زينب لم تتوقف عن البكاء، ونحن ننخرط في حديث عبر الهاتف، حيث التقطتها بالصدفة، لدى أجد أقاربي وأنا أتصل بهم من وقت لآخر، حيث جاءت تفضفض آلام رحيل أمها...
أم زينب، هي أمي أيضاً... أمي الروحية... التي لا تبكي إلا حين تسمع صوتي على الهاتف، وكأنني فعلا ابنتها التي سرقها الغياب والمنفى.
تقول زينب، التي فقدت أمها منذ أيام، وبعدها، منذ أيام قليلة جداً، فقدت ابن أخيها، حيث توسطت جبينه رصاصة قناص، وتعدد لي أسماء قتلاها، تقول: الحارة مشتاقتلك، البيوت فضيت هون، ما عاد في حدا، عم احلم ترجعوا، عم احلم يخلص هالكابوس. ونبكي... نبلل أسلاك الهاتف بين تركيا وسوريا، في غازي عنتاب، حيث أنا، أبعد أقل من ساعتين عن حلب...
كأن غازي عنتاب تتعمد أن تحرق قلبي، وهي تلوح لي بلافتات الطرق، حيث مؤشر اللافتة يتجه صوب حلب، ويكتبها باللاتينيه، وبحرف الهاء لا الألف كما الفرنسية أو الانكليزية.
لم أذهب إلى تركيا كسائحة، ولم أسمح لنفسي بالتعرف على المدينة، بل كخائنة للمكان، منذ آذار 2011، انطلاقة الثورة السورية، وأنا أخون الأمكنة. في تركيا، ذهبت ألتقي السوريين... لم أرَ المدن التركية، ولم أهتم بتعلم اللغة، كنت أبحث عن سوريا المشتتة في بلد الجوار... في غازي عنتاب خاصة، بدلاً من الارتماء في حضن المدينة ـ الأم البيولوجية، ارتميت في حضن المدينة ـ الأم البديلة، لأشهق في كل شارع، أمام كل بائع حلبي، أمام اللهجة الحلبية المنتشرة في الحدائق والأسواق والشوارع، أمام فضفضة النساء الحلبيات، الجالسات على مقاعد الجنائن، بثقة الغريبات، اللواتي لا يعرف السامع لغتهن، ولم تشك إحداهن بأنني، حاملة حقيبة ظهر، وحقيبة كمبيوتر في يدي، قد أكون من المدينة ذاتها، من الحارة ذاتها ربما، فأفهم تلك اللغة... تتجاهلني السوريات الغارقات في هموم النزوح والوطن الغائب وكيفية تسديد أجرة البيت، وغلاء المعيشة في عنتاب، والتفكير في العودة، رغم خطر الموت... يتجاهلنني وأنا أعبر بهن، أتباطأ بخيانات متكررة، لأسمع المزيد، وقد أجلس على مقعد مجاور، ألهو بهاتفي المحمول، أكتب رسائلي، وأسمع سرد النساء الغارقات في مدن بديلة...
أكفكف دمع الشوق الحارق نحو حارتي وأمي التي لم تستطع قطع معبر الموت، وتفضّل الموت في بيتها، على الموت في الطريق... تخاف على جثتها من الضياع، تريد أن يحترم العالم جسدها الميت بأمان، في بيتها: أريد موتاً عادياً، لا أريد ان أتحول إلى أشلاء في الطرقات... تقول وهي مذعورة من موت صديقة لنا، ماتت في الشارع، والتصق لحمها المتلاشي بالجدران وعجلات السيارات.
يعرّفني صديق على صبية كوردية، أذهب لألتقي بلافا، نجلس في فسحة الفندق، أمام الباب، الثانية ليلاً، وبرد الليل لا يرحم جسد لافا الصغير، التي تغطي كتفيها بشال خفيف، وقد فاجأتها برودة الليل في خريف دافئ في النهار...
تلتمع عينا لافا بطفولة، تبتسم رغم الحزن الغائر في جسدها الصغير، نفشل في الكلام، أخاف من البكاء أمامها، أضبط حنجرتي، أنجح أحياناً، وأفشل غالباً... لا اريد الانخراط في عويل ليلي، فأجرف معي تلك الصغيرة، (غنّي لي)، قلت لها... وأبدعت لافا.
فاجأتني، الصبية التي غنت قبل الثورة، وحلمت بأن تكون مغنية، حملت حلمها وخيبتها من حلب التي كسرتها مراراً، وجاءت تبحث عن بعض الأمان، وبقية حلم بالغناء.
الكلام عن السوريات طويل، اللواتي شاركن الرجال في التظاهر والحلم بالحرية، رافعات شعار (الموت ولا المذلة)، فكان أمامهن الكثير من الموت، والكثير الكثير من المذلة. النساء اللواتي وقعن بين بسطار النظام ومعتقلاته، بين اتهامات تتعلق دوماً بتدنيس سمعة المرأة، القيمة الأعلى في الشرق الذي لا يزال يعتبر الجسد هو الشرف، فتُحاك الأساطير والخرافات حول مجاهدات النكاح، حتى وإن كنّ علمانيات أو من أديان لا تنصّ على الجهاد أصلاً، تُلصق بهن وصفات جاهزة، تُعهرهن، وتعرض صورهن في الإعلام كساقطات، وبين معارضات رثة، لم تؤمن لهن الكرامة، ولا ثمن الخبز أو الحليب لأطفالهن، فدخلن في سلسلة من المذلات بحثاً عن لقمة العيش، وعلبة الحليب...
االلواتي هاجرن عبر البحر، بحثاً عن حليب أطفالهن لدى الأوروبيين، بعد أن ضاقت بهن بلاد الجوار، النساء في المخيمات، في أراضي النزوح، البحث عن عمل، البحث عن سكن، القبول المُذعِن بزواج عارض يلمّ جسد المرأة ولحم أطفالها من التشرد والتسول، تفاصيل تحتاج إلى كتب طويلة، للاقتراب من أنفاسهن المرهقة بالخيبة. نساء خرجن ضد نظام جائر، فلوّعهن المنفى والمخيمات وفساد أطراف كثيرة، اجتمعت جميعها لاحراق البلاد، واحراق العباد، وكانت المرأة أولى ضحايا الجميع..
لا يجتمع القاتل والضحية في ميزان واحد، لا تضيع المرأة بوصلتها، تعرف أن النظام هو المسؤول الأول عن كل هذا الموت، وكل هذا الذل... لكنها تعرف أيضاً أن الذين خرجت برفقتهم ضد النظام، لم يكونوا على مستوى الحلم... حسناً، هناك استثناءات، وهناك حالمون نبلاء... ولكن... في الغابة، الغلبة للأقوى، والأقوى ليس هو الحالم الآن... إنها غابة... تقول لي إحداهن.
أسمع لافا، وتمرّ في رأسي صور النساء اللواتي رأيتهن، تمر في مخيلتي نقاشاتنا الحامية الوطيس حول دورنا كنساء، حول مهماتنا الشائكة، في مجتمعات لا يزال ينظر لنا الجميع فيها، رجالا ونساء، كعاجزات وقاصرات وبالتالي، خاضعات....
سناء، هيفين، سميرة، عزة، إيمان، غالية، رولا، ياسمين، ريم، جمانة، هالة، وغيرهن، أكثر من مئة امرأة، نلتقي ونهجس بقصص النساء ومعاناتهن، نتقاسم العمل، نفرز الملفات، ما بين الحقوقي والطبي والإعلامي والاقتصادي وووو، نلهث، مضيّعات الكثير من الوقت للاتفاق على صيغ العمل، ونحن منحدرات من ثقافة العمل السري، وتابو العمل المدني، وتابو الثقة الذي نعتقد نحن النساء، ببعض النرجسية والمفاخرة، أننا أفضل من شركائنا الرجال، في منح الثقة والتقليل من التخوين والنبذ...
أفكار عظيمة، شعارات، طموحات، أحلام.... تتكسر أمامنا، نعود لننهض، نبكي، ننزوي، ثم نعود مجدداً، أحاول العودة إلى المكان، أترك زينب على طرف، أتجاهل صوت شيرين في داخلي، أمنع نفسي من التفكير في نائلة، لا أريد أن أجنّ من الألم، عليّ أن أنهض... أنتبه إلى نهاية الأغنية، أبتسم للافا، يشرق وجهها الحزين وملامحها الخائبة، تغني لي (ريحة وطن)، ونؤجل الحديث عن قصة حبها وزواجها المشوّقة، التي حماها حلما الحرية والموسيقى... وأسمع لافا، أسمعها حتى الصباح، حيث لا نتوقف عن الكلام المباح... كل كلامنا مباح.
مها حسن - باريس

samedi 4 janvier 2014

رواية تقرع الأجراس في صمت العالم

 العرب ـ مفيد نجم [نُشر في 04/01/2014
في روايتها الجديدة “طبول الحب” تذهب الكاتبة السورية مها حسن مع الحب وعبر الحب نحو استحضار المعاني الجديدة للحرية والأسئلة الجديدة التي ولدتها ثورة الشباب السوري في مرحلة نضاله السلمي، ملتقطة التأثيرات الواسعة والعميقة التي تركتها على واقع بطلة الرواية وحياتها، باعتبارها تشكل ولادة جديدة للشخصية السورية أو استعادة لها بعد عقود من الضياع والقمع والاستبداد.
لعل ما يميز رواية “طبول الحب” هو اشتغالها على العالم الافتراضي الذي تجري فيه أغلب أحداث الرواية، وتتطور من خلاله، بصورة تواكب فيه وتتماهى مع الدور الذي لعبه هذا العالم في إيصال صوت الثورة ووقائعها اليومية إلى العالم، رغم كل محاولات التعتيم والمراقبة واستهداف الناشطين في هذا المجال، وصولا إلى فضح ما يرتكبه النظام من جرائم بحق المتظاهرين السلميين في المدن والأرياف السورية.
كتابة الثورة
تترك مها لأحداث الرواية ووقائع الثورة أن تروي الحكاية كلها من خلال علاقة حب افتراضية تنشأ بين بطلة الرواية التي تتولى مهمة السرد، وبين إحدى الشخصيات الحقوقية الفاعلة في النضال السلمي في مدينة كفر نبل إحدى قرى ريف إدلب المعروفة. تختار الروائية شخصية تعبر عن حالة التعايش والتداخل الحاصل في المجتمع السوري بين مكوناته الدينية والطائفية المختلفة، هي شخصية بطلة الرواية، التي تنتمي إلى أسرة مثقفة، والدها المسلم متزوج من امرأة مسيحية تعرف إليها عندما كانا يدرسان في أوروبا، وقد تزوجت رغما عن إرادة والديها من شاب مسيحي، وسافرت معه إلى باريس لكي يكملا دراستهما الأكاديمية العليا هناك، لكنهما ينفصلان بعد سنوات قليلة بسبب التباين بين شخصيتيهما، ممّا يجعلها تعيش وحيدة مكتفية بوظيفتها كمدرسة في الجامعة. يفتح المجال الافتراضي أمامها مجال كسر هذه العزلة والتعرف إلى عدد من الأصدقاء تستعيد معهم ومن خلالهم ذكريات أيام دراستها الجامعية، وعلاقات الحب الأولى التي عاشتها في جامعة دمشق، وبذلك يتحرك السرد بين زمن الرواية الحاضر والزمن الماضي، مستخدمة لذلك تقنية الفلاش باك أو العودة نحو الوراء. لكن العلاقة الغريبة هي التي تنشأ بينها وبين شخصية يوسف سليمان حتى تغدو الحامل السردي لوقائع تلك الانتفاضة وتحولاتها، التي تتعرف إليها من خلاله، كما تكشف عن ذلك حوارات البطلة إيزابيل معه، حيث يشكل الحوار في هذا المكان الأسلوب الأفضل للتعبير عن أفكار الشخصيتين ومواقفهما من الثورة، وما كان يطرأ عليها من تحولات ترتبط بطبيعة علاقة كل منهما بالثورة، ورؤيتهما لما يجب أن تكون عليه، وهي بقدر ما تكشف عن تباين طبيعي في وجهات النظر، فإنها تكشف عن تباين في الموقف بين من يعيش الثورة على أرض الواقع ويواجه الموت كل يوم، وبين من هم يتابعون أحوال الثورة من الخارج.
مثقفون سلبيون
يتحرك السرد في بداية الرواية على مستويات عدة مركزا على إبراز تفاصيل حياة العزلة التي كانت تعيشها إيزابيل قبل الثورة بغية إبراز الأثر العميق والواسع الذي أحدثته انتفاضة شباب الثورة على شخصيتها (أحسست وكأنني احتضن سوريا كلها بين ذراعيّ. سوريا التي تركتها منذ عشرين سنة، وظننت أنها مركب محروق بالنسبة إليَّ. ها أنا أشعر باستعادتها وبالانتماء لها، وأشعر بأن لي أصدقاء سوريين أرغب في معانقتهم جمعيا).
تبقى الرواية دون نهاية تعبيرا عن إدراكها بأن الثورة وأحداثها الدرامية المتصاعدة قد باتت دون أفق منظور أو نهاية قريبة يمكن توقعها
تستخدم الكاتبة العنونة بدلا من التقسيم التقليدي لأجزاء الرواية حيث يلعب العنوان دورا محوريا في تكثيف واختزال الموضوع الذي يدور حوله السرد. كذلك تعمد الكاتبة إلى توظيف الوثيقة بشكل مكثف لكي لا يشكل عبئا على حركة السرد وتناميه، وهي عبارة عن شهادات لصحفيين أجانب منشورة، تتضمن مشاهداتهم عن العنف الشديد الذي يرتكبه النظام ضد المتظاهرين السلميين والمناطق الثائرة.
لا تخلو لغة السرد في هذه الرواية من شاعرية تحاول فيها بطلة الرواية أن تكشف عن حالة توحدها مع أحداث الثورة وشهدائها (أعرف أنهم سيأتون مضرجين بالدماء. يأتون ململمين أشلاءهم الممزقة. يقذفون بأحلامهم المبتورة تحت وسادتي، يتحدثون إليّ حتى اليقظة، يئنون من آلام الرحيل، ويوصونني ببقايا بيوتهم وأصص الزهر وشتلات الشجر، وأغطية الأسرة وتفاصيل هائلة أسمعها بإصغاء يمنعني من خداعهم بلحظة غفوة عميقة إذ أكرر وصاياهم). إن أهمية الدور الذي يلعبه الحوار في هذه الرواية هو أنه ينقل لنا مواقف شرائح وفئات مختلفة مع الثورة وضدها، بحيث ينقل لنا صورة مركبة وواسعة عن تلونات المشهد السوري المختلفة واختلاف وجهات النظر وتبايناتها، ولا سيما بعد أن مرّ أكثر من عام على الثورة، عمد النظام فيه إلى ارتكاب المزيد من جرائم القتل والتدمير المنهجية أمام أنظار العالم الذي لم يفعل شيئا لإيقاف هذه الجرائم. لذلك يحتل الحوار مساحة كبيرة من الرواية تعرض فيها الساردة لتلك المواقف وفي المقدمة منها مواقف المثقفين التقليديين السلبية من الثورة، كما يمثلها والدها وأدونيس على خلاف خالها السياسي المعارض الذي كان يشارك في المظاهرات رغم تقدمه في العمر بعد أن رأى حلم الثورة قد تحوّل إلى حقيقة.
ديمقراطية السرد
يمكن القول إن هذه الرواية هي رواية شخصيات نظرا لعددها الوافر الذي تقوم بطلة الرواية بالحديث عنها ونقل آرائها تجاه الثورة. كما تفعل ذلك في العتبة السردية التي تقوم فيها بالتعريف بشخصيتها، وهو ما يتجلى في عناوين مشاهد الرواية، التي تتلاحق في سياق حركة بطلة الرواية في المكان ولقاءاتها المختلفة مع شرائح وأجيال مختلفة (خالو إلياس- ريما خوري- كاتيا- يوسف سليمان- رانيا) إلى جانب الكثير من الشخصيات التي تلتقي بها وتعرض لوجهات نظرها أثناء الحوارات، التي تدور في الأماكن التي تلتقي فيها بأصدقائها في دمشق وحلب، على اختلاف انتماءاتهم ومواقفهم وقناعاتهم تجاه ما يحدث وانعكاساته على الحياة والمجتمع ما يدلل على ديمقراطية السرد في هذه الرواية. لكن الأهم رغم الحشد والتكثيف الذي تعرض له الكاتبة في مشهد النهاية لصور القتل والاغتصاب والتدمير التي تتدافع أثناء لاوعيها بعد إصابتها، بغية تجسيد المشهد السوري بكل فظاعاته ودمويته، تبقى الرواية دون نهاية تعبيرا عن إدراكها بأن الثورة وأحداثها الدرامية المتصاعدة قد باتت دون أفق منظور أو نهاية قريبة يمكن توقعها بعد أن اتخذت المواجهة بين النظام والمعارضة طابع المواجهة المفتوحة على الرغم من اختلال موازين القوى بين الطرفين، وبعد تخلي العالم عن مسؤولياته الأخلاقية تجاه ما يحدث من فظائع، لم تستطع أن تجعل السوريين الثائرين عليه يرفعون راية الاستسلام، كما يتوهم النظام من وراء جرائمه التي ليس لها مثيل أبدا في تاريخ البشرية.

lundi 23 décembre 2013

الحب على الفيسبوك .. والحرب في سوريا

مها حسن.. الحب على الفيسبوك .. والحرب في سوريا


بيروت (رويترز) - تتناول الكاتبة السورية المقيمة في فرنسا مها حسن في روايتها "طبول الحب" قصة حب "عصرية" تجري عبر الفيسبوك لتنتقل إلى موضوعها الرئيسي وهو الحرب الدائرة في سوريا.
بطلة الرواية تميل عواطفها إلى المعارضة السورية وتحمل بشدة على النظام الحاكم لكنها تسعى قبيل نهاية الرواية الى ابراز وجهات النظر الاخرى لتصل مع بعض شخصياتها الى القول ان الملامة تقع على الطرفين وإنه لا حل في الافق الا بنوع من الحوار يؤدي الى انهاء القتال والموت. الا انها تموت في النهاية خلال زيارتها لحلب في سوريا وهي على ميلها إلى "الثوار".
رواية مها حسن جاءت في 187 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار (الكوكب .. رياض الريس للكتب والنشر) في بيروت.
بطلة الرواية ريما بكداش خوري التي اتخذت في البداية اسم ايزابيل صباغ على الفيسبوك خلال احاديثها مع من تحب اسمها مركب تركيبة "وطنية" بمعنى انها تأتي من ام مسيحية وأب مسلم سني.
وقد سعت مها حسن الى ان تكون البطلة ذات علاقات جيدة مع جميع ألوان الطيف الاجتماعي السوري من الناحيتين الطائفية والاثنية فلها صداقات ومحبة هنا وهناك وهنالك. والدها استاذ جامعي لعلم النفس ووالدتها مخرجة سينمائية تهتم بالوثائقيات الانسانية الهادفة. تزوج الاثنان بعد قصة حب على رغم المعارضة خاصة من بعض افراد عائلة الزوج.
كانت ريما ثائرة منذ البدايات. احبت شابا مسيحيا يدعى انطوان واقامت معه علاقة وتزوجته بعد الهجرة الى فرنسا للدرس لكن العلاقة لم تدم اكثر من سنتين. الا ان هذ العلاقة اغضبت والدها الذي لم يردها ان تتزوج هذا الشاب لا لانه مسيحي بل لانه كما يقول الوالد شخص لا يعتمد عليه.
ادى الامر إلى انقطاع العلاقات بين الفتاة وأهلها طوال عشرين سنة امضتها في باريس استاذة في جامعة السوربون. كانت تعيش في شبه عزلة وفي حال من الجفاف العاطفي وليس لها الا كلبتها التي تؤنس وحدتها.
تقول إن التجربة التي امضتها على الفيسبوك تستحق كتابا مفصلا من حيث الخبرة الكبيرة التي حصلت عليها. تقول "الفيسبوك صنع حالة ديمقراطية في المجتمع العربي بحيث وجدت المرأة مكانها فيه كما للرجل فراحت تعبر وتحكي عن يومياتها وانطباعاتها وأفكارها وتطلعاتها وهمومها."
تتعرف الى يوسف سليمان عبر الفيسبوك وهو محام سوري معارض يعيش في سوريا وينشط في مجال معتقلي الرأي ومجال التظاهرات واعلام الثوار. تقول "الحب عبر الفيسبوك او الارتباط العاطفي والتعلق بشخص لم نره من قبل. الى اي حد يمكن ان يكون ما نحياه حقيقيا وألى اي حد هو مزيف وخيالي.

ما عشته مع يوسف ليس مجرد عاطفة قوية وإدمان يومي بل كان بمثابة استعادة مفهوم الوطن... كنت وكأنني مت بالنسبة الى ابي و امي. لكن يوسف وخلال السبعة عشر شهرا تقريبا التي استمرت خلالها علاقتنا الافتراضية اعاد لي مفهوم الوطن... خلال سبعة عشر شهرا ردم يوسف هوة العشرين سنة من الانفصال عن الوطن." صارت تعرف عن كل نواحي الحياة "كأنني في دورة تدريبية للتعرف الى سورية بعد عشرين عاما من رحيلي... احسست وكأنني احتضن كل سورية بين ذراعي."
من خلال اصرارها على الاطلاع على حال السوريين تقول مستنجدة برواية زوربا اليوناني للكاتب نيكوس كازانتزاكي "السوريون يرقصون رقصة الموت الزورباوية.. يدفنون الموتى ويخرجون الى الساحات للرقص.. يعقدون الدبكات ويرقصون ثم يسقطون جثثا هامدة."
كانت تقول ليوسف انها ضد عسكرة الثورة. "لا لعسكرة الثورة... انا ضد كل ما هو تسليح وعسكرة وعنف. العنف يجلب العنف وتسليح الثورة يعني ان يقتل السوري اخاه السوري." وكان هو يسخر مما يسميه مثالياتها.
وأخيرا قررت ان تعود الى سوريا في اجازة لمدة اسبوع لتطلع فيها على الامور على الارض. وفي دمشق كادت تتجه الى فندق الا انها اتصلت بمنزل اهلها سائلة اذا كانت مرحبا بها فقوبلت بعاطفة جياشة اختلط فيها الحزن بالفرح.
ابوها لم يكن يشاطرها افكارها وقال وهو هنا يمثل الرأي الاخر المضاد للثورة انه لا يسمي الثورة ثورة بل "فوضى.. جنون.. احتجاجات غير واضحة الاهداف" مبديا تخوفه مما قد تجلبه معها من تشدد إسلامي.
يضيف الأب "انت بالذات ريما يجب ان تستحي من هذا الكلام. انت جالسة هناك بعيدة تسمعين كلام الغرب عن حقوق الانسان ولا تعرفين حقيقة ما يحصل هنا." وتوتر الجو بينها وبين ابيها الى ان تدخلت الام فخففت من حدته.
وقال انه لا يدافع عن النظام لكن "بين الاستبداد السياسي الذي نحياه والاستبداد الديني الذي سيعيدنا الى القرون الوسطى ويجردنا من بعض ما حصلنا عليه في ظل انظمة ديكتاتورية لنقع في فخ ديكتاتورية اكثر ارهابا فأنا افضل الديكتاتور الحالي." خالفته الرأي لكنها احست بأنها تحبه.
اجتمعت الى اصدقاء ومعارف وإلى شبان وشابات من الناشطين في العمل السياسي من مختلف الطوائف وجلهم من خصوم النظام الحاكم. دافعت يسرى عن الثورة وعن السلفيين وحملت على من اسمتهم "شبيحة" النظام وقالت ان قوات النظام تقتل الناس الابرياء.
قالت لريما "اما عن سؤالك عن حقوقي كامرأة في ظل خلافة اسلامية قادمة فأنا لست خائفة. اولا لا اعتقد ان مجتمعنا السوري مهيأ ليكون اسلاميا متطرفا. المرأة السورية شريكة في التظاهرات ولها دورها الان وغدا في صناعة المشهد السياسي."
اما فؤاد فقال ان الاجواء تشبه اجواء محاكم التفتيش في القرون الوسطى "ما تشهده الان هذه الحقبة المكارثية (نسبة الى اليميني المتشدد السناتور الامريكي جوزيف مكارثي) محاكم التفتيش لا على الافكار فقط بل حتى على النوايا." واضاف ان القتل ليس وقفا على النظام فقط متهما المعارضين أيضا به. "انا مؤمن بأن ثمة اطرافا في المعارضة مارست القتل ايضا لا عبر قتل الموالين فقط بل عبر قتل المعارضة لنسب القتل الى النظام."
تتصل بيوسف ويتواعدان على اللقاء. كانت هناك تظاهرة كبيرة ضد النظام. اتصلت به تليفونيا ورأته ولوح كل منهما للاخر واتجها الى الالتقاء.
هنا تقول اخر كلماتها "اقفلت الخط ورفعت يدي بالهاتف ألوح له. رأيت يوسف للمرة الاولى في حياتي... ها هو يقترب مني... وفجأة شعرت بسائل ساخن يخرج من رأسي. رأيت يوسف يقطع الشارع نحوي... لكنني هويت قبل ان يصل."
(إعداد جورج جحا للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)
من جورج جحا

dimanche 22 décembre 2013

I Came to Writing from the World of Politics

Maha Hassan
From the author of the novel 'Umbilical Cord', excerpted in Banipal 44
A testimony on Writing

I Came to Writing from the World of Politics

I grew up in an environment that was more interested in politics than anything else. There was no interest in my family in literature, but politics brought me to reading. Because of my readings in politics, I was gradually drawn to reading world literature. I began with Russian novels. Then I discovered the enjoyment of literature and became interested in French literature. My discovery of French literature introduced me to Sartre. He dominated my spirit for a long time and I struggled to liberate myself from his influence. Then I became acquainted with the writings of Kafka, who enchanted me; I considered that my own life resembled his. Kafka still resides deep inside me.
I was influenced by existentialism and then by surrealism. I read many authors of the surrealist school and really loved André Breton. I was fascinated by the astonishing life history of Rimbaud.
I began writing through polemical texts, because I was influenced by schools that held fast to liberty. I wanted to be different; it was a kind of intellectual adolescence – a desire to provoke the other person. I began with erotica but then struggled for a long time to erase its effects on the history of my writing in the social sense, because Arab society continues to view writing through the lens of morality.
I wanted my first novel Al-Lamutanahi (The Infinite) to be a turning point in my writing career. This book remains very close to my heart, and there is a playful relationship between it and my life. It is a long book about a person who is reincarnated multiple times. His name is Adham Bin Waraqa.
In my second novel, Lawhat al-Ghilaf (Cover Art) I addressed the idea of failure, especially because I belong to a generation that has struggled with disillusionment – in politics first of all – and disappointments that have progressed through all levels of our lives.
The third novel was Tarateel al-‘Adam (Hymns of Nothingness), and in it I employed the technique of creating “ancient” texts as a way of treating the concept of destiny. This novel imitated the structure of ancient Sufi works. Its publication was banned in Syria because I referred in a note to the Kabbalah, and that is forbidden. This actually worked to my advantage because it inspired me to look for a publisher outside Syria. It was the first of my novels I published in Beirut.
After that came the novel Habl Surri (Umbilical Cord), which was longlisted for the Arabic Booker – the International Prize for Arabic Fiction. In it I discussed the concerns of exile and identity and the variable status of woman in the Arab world. The latest of my novels to be published is Banat al-Barari (Daughters of the Wilderness). In it I focus on crimes of honour killing.
My literary themes revolve around my first concerns, which have not changed much and which have not been resolved: identity, belonging, homeland, alienation . . . I believe that the foundation of my writing is a rejection of the state of psychological, spiritual and mental alienation that I experienced living in Syria, within my family and within my milieu, because I am from a Kurdish family but do not believe in nationalism or an ethnic identity for states. I also believe in the right of others to establish their destinies politically. I have multiple identities. Those that I discuss the most often are my Kurdish upbringing, my Arabic language, and the Western ideas which I gained from readings of Western literature and thought and which established my consciousness before I ever read Arabic literature. I turned to the latter only after I became a “professional” writer. This mixture of identities still leaves me in a state of exile and alienation. I try to create my peace, identity and homeland through language and, strictly speaking, through the novel.
All this anxiety was apparent in the novel Umbilical Cord. Sophie Perrin suffers from it. She bears the seeds of my anxiety and my search for security within the circle of contradictions between a society and an individual. Sophie Perrin is the Eastern woman who left her homeland in search of the idea of a homeland with which she can identify whether it is legally hers or not, because she is different. She leaves behind her a daughter who bears her genes but who lives a reverse history, because she was born in France and feels a need to discover the East that her mother has quit. This contradiction between a motherland and a new homeland and a search for a sense of belonging have kept me awake at night. It also meant sleepless nights for Sophie Perrin and her daughter Paula, since an umbilical cord unites us all, transcending geography and ties of blood and languages.

Translated by William M. Hutchins for Banipal 44

neither mannish nor Scheherazadian

Syrian-Kurdian writer and journalist Maha Hassan lived for a year at the invitiation of Amsterdam Vluchtstad (till August 2008) in the former, renovated apartment of Anne Frank and her family at the Amsterdam Merwedeplein. According to Maha Hassan the female author in the Arabic world is still caught in stereotypes.

Female Arabic writers: neither mannish nor Scheherazadian

September 2008 -
There are those who believe that the controversy surrounding female writing is over, that it has disappeared. But in the context of modern Arabic literature this is not the case. During two major Arabic literary events in 2008, the central question was that of female writing.Last February, during the Arabic Book Fair at Cairo, a conference on 'new female writing in the Arab world' touched a raw nerve for female writers: the symbolic image of Scheherazade, and the thoughts of female writers about this symbol.
Some female writers believe that so long as we consider the female narrator as Scheherazade - the symbol of the manipulative, treacherous and untruthful woman -we shall continue to live in the patriarchal age; Shehrayar will remain the male prison guard. Syrian novelist Sammar Yazbek, for example, refuses to recognize herself in this 'traditional' character. In her article entitled Scheherazade is not my grandmother she insists that for her there is no filiation.
Other female writers add that those who liken them to the character in One Thousand and One Nights confuse the narrator herself, the writer and Scheherazade, who used manipulation to achieve her ends. To them female Arabic literature is 'Scheherazadian'. For these women this comparison is a reflection of the male chauvinism which exists in Arabic culture, and which tends to limit the creativity of female Arabic authors.
More recently, in August 2008, in Damascus (the 2008 Capital of Arabic culture), during a debate about female writing, Moroccan novelist Said Benkrad asserted his belief that the female Arab novel carried within itself only the body and temptation and that female writers put their desires above their words. He thus made a very clear distinction between novels written by men and those that are written by women.
The Lebanese writer Yessra El Maqadam considers the views of Benkrad as chauvinist and typically male. She believes that opinions like these are responsible for the destruction of the Arab world. For his part, author Alwia Saleh finds the expression 'mannish writing' very accurate: he believes women imitate men when they write and see themselves as men would see them. This is a way of arguing that writing is a male act. Personally, I am outraged by such opinions which try to divide the creative world in a male and a female one, and which consider female writing as 'second class'.
When I published my first novel Infinity I was criticised by men for the fact that my narrator, Adham, was male and that he was my main and almost only character. This annoyed me so much that when I wrote the introduction to my second novel The Cover Painting – the walls of deception are higher I used a male voice again, that of Karim Al Hawi, as if he was the novelist who had written the novel or as if we had both become a single narrator.
In the world of Arabic culture, the male still is omnipresent; it is his view which takes centre stage, despite the struggle of female writers to assert their views. The main question therefore is: can the female Arabic writer continue to exist in the world of writing, a world which has historically been governed by men, without falling into the trap of being either feminist or mannish?

Multiple identities not such a bad thing.

Maha Hassan: Multiple identities not such a bad thing.


Summary: Syrian novelist Maha Hassan says that while Kurdish culture guides her, only the Arabic language can convey her ideas and feelings.

BEIRUT: Syrian novelist Maha Hassan says that while Kurdish culture guides her, only the Arabic language can convey her ideas and feelings. "Kurdish is the essence," she tells The Daily Star, "and Arabic is the means of expression.

"The self-exiled novelist explains that although she suffers from an identity problem, recently she came to realize that having multiple identities is not such a bad thing after all.

"Whenever I'm with an Arab I feel I am a Kurd and whenever I am with a Kurd I feel Arab," Hassan says. "But only recently have I come to realize that this situation might create a sense of fullness and richness."

The theme of multiple identities and the eternal rivalry between the East and the West are thoroughly addressed for the first time from a female perspective in Hassan's 2010 book "Habl Siri" (Umbilical Cord).

The experimental writer's poignant accounts of women are concerned with depictions of both the Kurdish and Arab communities, and in 2000 Syrian authorities banned her works, citing "lack of morality" as the main cause.

Her 2011 novel "Banat al-Barari" (Girls of the Wilderness) treats the thorny issue of honor crimes in a crude yet subtly poetic manner.

Hassan's row with the Syrian state reached the point of no return in 2004 when, in the aftermath of a violent crackdown on Kurdish protests, she left for Paris.

"I never thought something so beautiful could happen in my country, that my people are so courageous" she says, referring to the wave of popular protests that have swept Syria since mid-March.

"So much blood has been spilled," she adds, tears welling in her eyes, "so many people have died for us to live more decently."

Hassan is in Beirut for the 18th edition of Lebanon's Francophone book fair, where she is scheduled to comment on events in her country Saturday, at a roundtable on the Arab Spring.

The novelist does not hide the feelings of guilt she experiences whenever she addresses the Syrian revolt. "I cannot but feel guilty talking about it when I am living outside the country," she says. "I always wonder what role I would play if I were [living] there now."

Hassan, who received a Hellman-Hammett grant for persecuted writers in 2005, also admits that she does not feel fully ready to write about events in Syria. She says she postponed the publication of her new book "because I felt it's not up to the standards of the changes happening in my country.

"All the writing [we] intellectuals might do becomes utterly futile in such circumstances," Hassan adds.

"Something very big is happening in my country C* The people have given new meanings to life that no writings can render."

The Aleppo-born writer hopes that the Arab Spring will bring about change not only on the political and human rights level but also in the Arab cultural sphere.

Normally serene, Hassan is most likely to lose her composure when discussing women's conditions in the Arab world and Syria, to the extent of shedding tears.

A fierce critic of such labels as "feminist writers," Hassan argues that male writers imposed such terms in order to discredit their female colleagues. She also derides Arab women writers for their generally "mediocre" output.

"There is no such thing as 'manly writing' and 'feminist writing,'" she says. "A woman is able to yield the same quality of writing as a man, often [many] times better."

She adds that the innate "sensibility and flair" that women generally exhibit can express itself in novel forms and themes not previously taken up by male authors.

"Men and women," Hassan opines, "perceive things differently."

Hassan also slams several Arab women novelists who have set a "bad example" for the generations to come, citing Syrian novelist Samar Yazbeck as one of the few writers who succeeded in making valuable contributions to modern Arabic literature.

"Don't [try to] convince me that a woman writing about the sorrow she is feeling because her lover dumped her is a feminist," says Hassan. "Women writers need to deal with realistic issues if they were to be taken seriously."

Maha Hassan will take part in Saturday's 6 p.m. roundtable discussion titled "Samir Kassir: a visionary of the Arab Spring," along with Henry Laurens, Jean-Pierre Filiu, Delphine Minoui and Ziad Majed and moderated by Christophe Ayad, as part of the 18th French book fair in BIEL, Espace Agora.

Copyright 2011, The Daily Star. All rights reserved.

une femme de lettres syrienne

Maha Hassan, une femme de lettres syrienne

Maha Hassan
Maha Hassan
Maha Hassan, romancière syrienne, née à Alep. Elle vit à Paris depuis 2004, après avoir quitté la Syrie suite à la répression sanglante de la communauté kurde à laquelle elle appartient. Diplômée en droit, Maha s’est consacrée par la suite à l’écriture de roman. Elle a publié quelques livres avant son départ de la Syrie, et a poursuivi son activité en France. Human Rights Watch lui a discerné le prix Hellman-Hammett en 2005. Cordon Ombilical, son avant-dernier roman, a été sélectionné parmi les six finalistes du prix Booker Arabe. Sans se définir comme une féministe à proprement parler, Maha Hassan défend dans ses romans les droits de la femme dans le contexte arabe. Dans Les filles des prairies (Banât al-barârî), elle traite le problème des crimes d’honneur…
Cordon ombilical
Cordon ombilical (2010)
Le sujet de la « femme » revient aussi dans Cordon ombilical. Deux personnages féminins vont occuper la scène du roman où l’auteur fait un tissage très important entre Orient et Occident, dont les aspects principaux sont la question de l’identité, l’appartenance, la relation à l’autre, au monde et au sens de la vie. La romancière y aborde également la question de l’identité kurde, en recherche de patrie.Maha Hassan place son dernier roman, Les Tambours de l’amour, dans le contexte de la révolution syrienne. C’est une fenêtre romanesque sur les évènements de cette révolte dans sa première année. Son personnage principal est une femme, une professeure d’origine syrienne qui vit à Paris.
Elle s’implique petit à petit dans la révolution jusqu’à se rendre sur place en Syrie, après 20 ans d’absence. Le récit qu’elle en fait transforme l’œuvre en une sorte de roman-reportage. Nous pouvons y suivre une tranche des évènements et parcourir les différentes réactions qu’elle engendra allant de l’engagement et de l’activisme d’une jeune génération, vive et créative, en recherche de liberté, en passant par les peurs sous-jacentes de ceux qui ont beaucoup perdu dans cette révolution (membres de leurs familles, maisons, etc.), pour finir par la réticence et la méfiance de certains intellectuels pour qui la révolution manque de structure intellectuelle organisatrice…, l’ensemble mêlé à la vie d’un personnage habité par les évènements et la mort causé par la guerre.
Les Tambours de l'Amour
Les Tambours de l’Amour (2012)
Le monde romanesque de Maha Hassan est souvent peuplé par la présence de personnages attachants, peints avec les nuances que leurs personnalités, riches, dégagent. Nous les aimons à travers la description qu’en fait la romancière, car chacun est perçu sous ses différentes facettes reflétant la complexité de la nature humaine, chacun possédant une particularité attachante.
Les scènes autour des repas, de la tasse de café, du thé, sont très fréquentes dans le monde romanesque de Maha Hassan et nous transportent dans une convivialité typiquement syrienne : l’odeur des plats ainsi que le café et le thé, nous parviennent presque à travers les lignes…
Le style romanesque de Maha Hassan est vif et vivant à la fois. Le lecteur est convié à accompagner une écriture tout en souplesse.
Romans publiés :
- Les Tambours de l’Amour, éditions El-Rayyes, Beyrouth, Liban, 2012.
- Les filles de prairies (roman), éditions El- Rayyes, Beyrouth, Liban, 2011.
- Cordon ombilical, éditions El- Rayyes, Beyrouth, Liban, 2010. (sélectionné sur la liste du prix du roman arabe «Booker»).
- Chants du néant, éditions El- Rayyes, Beyrouth, Liban, 2009.
- Le tableau de la couverture. Les murs de déception sont plus hauts, éditions Nashiron, Syrie, 2002.
- L’infini- récit de l’autre, éditions Al-Hiwar, Syrie, 1995.
Par Rawa P.